تفاؤل واحد ومليون تشاؤم

منظر الشباب والشابات السعوديين العاملين في المجال الصحي وتحديدا في المستشفيات يبعث على التفاؤل والارتياح النفسي، بالأمس اضطررت للتواجد ساعات طوالا في أحد أقسام الأشعة التخصصية، «أشعة فوق صوتية، أشعة مقطعية، أشعة نووية وأشعة رنين مغناطيسي»، تعودت منذ زمن أن أرى في هذه الأقسام ما ارتفعت تكاليفه «رواتب وسكن وتذاكر وتعليم أطفال»، وقل إخلاصه وكثرت مشاكله، وصعب على المريض السعودي التفاهم معه من فنيي الأشعة الأجانب من جنسيات مختلفة تحكمها في الغالب عقدة الخواجة «أمريكي، كندي، بريطاني، أسترالي».
بالأمس شنف سمعي وسر ناظري خلية نحل من شابات وشباب سعوديين يعملون في مجال تقنية الأشعة «تقني أشعة، فني أشعة» تسمع في حديثهم التلطف مع مريض جاء وهو يحمل هما وقلقا من عارض ينتظر نتيجة أحد فحوصات الأشعة وفي أمس الحاجة لتقني أشعة أو فنية أشعة يجمعان بين البراعة والعطف، وهذا ما رأيت.
نحن وبحكم هيمنة الأطباء على إدارة المستشفيات، وعلو يدهم على بقية التخصصات الأهم، لا نرى ولا نسمع إعلاميا إلا عن الأطباء لكن ثمة تخصصات أخرى هامة بل أصبحت بحكم أهميتها في التشخيص أهم من الطبيب الذي يستقي منها كل معلومات التشخيص «لم تعد عين الطبيب ولمسته وسمعه هو من يشخص المرض بل هؤلاء في أقسام الأشعة والمختبر».
كان ذلك هو جانب التفاؤل الوحيد في ما رأيت وسمعت أما ملايين أسباب التشاؤم فمنها أن هؤلاء التقنيين والفنيين السعوديين لا يحصلون على ربع ما يحصل عليه الأجنبي ولا يكلفون المستشفى عشر تكلفته، وأخطر منها أن أكثر من 28000 من حملة الدبلوم في مجالات هامة وطنيا «أشعة، مختبرات، صيدلة، أجهزة طبية.. إلخ» عاطلون عن العمل رغم تأهيلهم وتصنيفهم وأهميتهم.
ما أحب أن أذكر به دائما ومن منطلق وطني بحت هو أن أزمة حرب الخليج شهدت مغادرة غالبية العناصر الأجنبية فجأة ولم يبق للوطن إلا أبناؤه ودعك ممن لا تتعدى نظرته مرآة يرى فيها ذاته.

رأي واحد على “تفاؤل واحد ومليون تشاؤم

  1. أحب وطني وأحب أن أرى أبناءه مبدعون فيه ناهضون بتنميته, وأكره كل الكره من يثبط عزيمة شبابنا ويقتل طموحهم, ثم يغرق غيرهم من الأجانب في خيرات هذا الوطن الذي أبناءه هم أحق بها منهم, ويحفز ويقدم كل التسهيلات في سبيل طريق هذا الأجنبي, ويحابيه على حساب ابن الوطن.
    حرام في مثل هذا أن نقول أنه وطني وأنه سعودي يحب وطنه!

اترك رد