هذا بلى أبوك يا عقاب!!

لا أدري لماذا ندير أمورنا بالبركة، وكأننا لم نتعلم ولم نتخرج من أرقى الجامعات محليا وعالميا!!، لا أدري لماذا نصنع الإحباط للموظفين ونتعمد تقييد المبدعين، هذه أخطاء لا علاقة لها بكل الأعذار التي يختلقها العاجزون عن قيادة دفة الوزارات والمؤسسات، لا علاقة لها بعذر الميزانيات والاعتمادات المالية التي كانت عذرا!!، ولا علاقة لها بعذر عدد الوظائف ولا عذر الأراضي (أحدث تقليعة الأعذار)، سببها الوحيد وهو (بلى أبوك يا عقاب) هو (قل الدبرة) والانشغال عن الإنجاز الوطني بالمصالح الذاتية.أتحدث اليوم عن صورة غريبة عجيبة من صور (قل الدبرة) تتمثل في أن لدينا آلاف الأخصائيات الاجتماعيات السعوديات المؤهلات تأهيلا عاليا لم تتم الاستفادة منهن في مجال تخصصهن، رغم الحاجة الماسة لهن على كافة الأصعدة اجتماعيا وصحيا وحقوق إنسان، وحتى على المستوى التعليمي.مجتمعنا اليوم يعاني أفراده من ضغوط متعددة الأشكال؛ مثل فقدان عزيز نتيجة حادث أو فقدان وظيفة أو خسارة أسهم أو عدم توفر علاج أو عدم قبول في جامعة أو عنف أسري أو تحرش جنسي، وقد يتعرض الفرد لأحد هذه الأمثلة أو أكثر من واحد منها، وإن كانت إمكانية تعرضه لها كلها واردة في أوقات متفاوتة، المهم أن هذه المعاناة تجعل الحاجة ماسة جدا لتفعيل دور الأخصائية الاجتماعية، سواء في وزارة الشؤون الاجتماعية أو وزارة الصحة أو وزارة التربية والتعليم والجامعات، لكن هذا التفعيل لا يحدث مطلقا!! وبالرغم من عدم كفاية الآلاف من الأخصائيات ووجود حاجة لأضعاف الرقم الموظف حاليا، إلا أنهن يكلفن بمهام لا علاقة لها بما درسن وما يجب عليهن القيام به!!، ولا تتاح لهن الفرصة ولا الوقت لخدمة المحتاجين، وكأننا ــ كما ذكرت ــ لم نتعلم في أرقى الجامعات ونبتعث إلى دول لا تتعامل مع الفرد الضحية إلا عبر أخصائية اجتماعية أيا كان طالبا أو معنفا أو يتيما أو فاقدا لعزيز أو خاسرا لتجارة!!.تريدون أن نضحك على واقعنا أكثر، ونقتنع أننا نعاني من (قل الدبرة)، اعلموا أن تقييم الأخصائية في بعض مستشفياتنا يعتمد على كم جلبت من التبرعات.. لا كم عالجت من المشاكل!!.

اترك رد