الكذب والاستغفال في حوادث الأطفال

لا أدري ما أصابنا، بل ما كنا مصابين به واستفحل لأنه ليس جديدا، بل زاد وتكرر!!، وبلغ حدا لايطاق!!.
يحدث الحادث المقدر بسبب إهمال واضح من مؤسسة أو وزارة لم تعقلها وتتوكل، وهذا الإهمال لاشك أنه تقصير يستحق العقاب الرادع، لكن المشكلة الأكبر التي تنذر بمزيد من الخطر تكمن في الكذب البواح في محاولة التقليل من أهمية نتائج الكارثة أو تهوين تلك النتائج وكأن هذا التقليل من النتائج يقلل من كارثية التقصير!!، مع أن المفترض أن العقوبة تكون بحجم الخطأ لا بحجم النتائج!!، أي أنه حتى لو لم تحدث أضرار وإصابات فإن العقوبة على ما حدث من إهمال يجب أن تكون قاسية فلن تسلم الجرة كل مرة!!
تصاريح شركة ملاهي مركز بانوراما الذي حصل فيه حادث سقوط اللعبة حاولت بكل استخفاف التقليل من شأن النتائج بالقول إنها رضوض وإصابات طفيفة مع أن المعلومات الطبية المؤكدة تؤكد أن أحد الأطفال كسر عموده الفقري كسرا نرجو أن لا يؤثر على حبله الشوكي، و أن طفلا آخر تسبب الحادث في إصابته بنزيف في المخ نرجو أن لا يتضاعف، فعلى أي أساس من فكر تعيس متخلف تحاول الشركة التقليل من النتائج. كان على وزارة الصحة أن تبادر إلى توضيح الوضع الصحي للمصابين، على أقل تقدير حماية لنفسها فالموافقة على عبارة (إصابات طفيفة) والصمت حيالها قد يفهم منه أن أي تطور جديد في الحالة الصحية للمصابين ناجم عن سوء في التدخل الطبي!!، وهذا غير صحيح طبعا، لكنك حين تعلم أن وزارة الصحة نفسها مارست الشيء نفسه باعتبارها أن نقل كيس دم ملوث بالإيدز لا يعني الإصابة بالفيروس مستغلة فترة العشرة أيام الكامنة للفيروس في التقليل من نتائج الكارثة ، فإنك تدرك جيدا أن هذا الاستغفال بالتقليل من نتائج الأخطاء الكارثية ما هو إلا أسلوب رخيص موجه لمن قد ينطلي عليه دون احترام لمشاعر أهل المصابين الذين يعرفون حالتهم جيدا ولا للمتخصصين الذين يعتبرون الاستغفال جريمة ثانية مقصودة، ويجب أن تحاسب على هذا الأساس ويعاقب عليها بقسوة.

اترك رد