وزارة المياه جافة!!

بعض الوزارات لا يستدعي الأمر انتقادها ولا يحتاج الإعلام تسليط الضوء على بقع القصور فيها ولا يحتاج ناقد أن يكشف تقصيرها، فوعودها التي لا تتحقق تنتقدها وبقع قصورها فوسفورية اللون تسطع حتى في الظلام وتقصيرها يعلن عن نفسه في اليوم عدة مرات.وزارة المياه والكهرباء مثال ليس الوحيد ولا الأوضح لكنه مثال واضح، فالمطلوب من هذه الوزارة توفير تدفق المياه بالقدر المطلوب وفق معدلات الاستهلاك المعروفة عالميا نسبة لعدد السكان وباستمرار، وتوفير تيار كهربي مستمر في كل الأوقات وفي كل الأماكن المأهولة بالسكان وداخل النطاق العمراني في المدن والقرى لا ينقطع ولا يتعطل إلا بسبب طارئ خارج عن السيطرة ويتم إصلاحه فورا.فإذا توقف تدفق المياه من مصدرها الدائم في مدينة كبيرة مثل جدة أو الرياض أو أصغر منهما مثل أبها وتزاحم الناس على (الأشياب) ومصادر الماء التقليدية الموغلة في التخلف والقدم وكثر تردد (الوايتات) في الشوارع بكثافة وارتفعت أسعارها ولاحقها الناس بالواسطات والاستجداء وعطشت المدن والقرى لأيام وأشهر، واستمر هذا الوضع السيئ لأكثر من تسع سنوات دون حل جذري وعلاج ناجع فإن وزارة المياه بذلك انتقدت نفسها دون ناقد وأعلنت إخفاقها وعجزها الواضح عن تحقيق أي تقدم أو إنجاز!!.وعندما تتوالى انقطاعات التيار الكهربائي عن المدن والقرى لساعات طوال ويعم الظلام في زمن الأضواء ويتكرر ذلك كل صيف، بل يصبح سمة للصيف، ويتكرر العذر ذاته بزيادة الأحمال وعدم تحمل المولدات، فإن ذلك دليل واضح على أن وزارة الكهرباء لم تتحمل عظم المسؤولية ولم تنجح في مواكبة امتداد المدن وزيادة عدد السكان وتطور الصناعة في الوطن!!. هكذا تعلن الوزارة تقصيرها في صحيفة أعمالها دون الحاجة لصحيفة وناقد، أما إذا كان تصريف الصرف الصحي إحدى مسؤولياتها وتطورت في البلدان أساليبه وتقنيات إعادة تدوير مياهه بينما الصهاريج الصفراء لا تزال تجوب شوارعنا وتعكر أجواءنا، فإن تلك هي بقع إعلان الفشل فوسفورية اللون.

اترك رد