أيتام الملعب وإهانة جديدة !!

غريب جدا أن يعمد بعض رؤساء الأندية والمسؤولين إلى التسابق بالتكفل بمقاعد للأيتام في ما تبقى من مباريات فريقهم لكرة القدم، وصلت فيها المزايدة إلى ألف مقعد، في حين بدأت بمائة مقعد إضافي دائم!!، وكأننا، باحتجاجنا على التصرف الأرعن من إدارة الملعب وشركة صلة نحو الخمسة وعشرين يتيما بمنعهم من دخول الملعب مع اللاعبين، نريد أن يتم تعويضهم باستخدامهم كحضور جماهيري أو مشجعين (مسبقي الدفع) لمن لا جماهير له، أو لمن يريد مزيدا من المشجعين!، أو حتى لمن هو حسن النية ويريد التكفل بتذاكرهم.

نحن كنا وما زلنا ندعو لترسيخ ثقافة (عدم قهر اليتيم)، وندعو لمعاقبة من قهرهم والاقتصاص لهم منه وفق الأنظمة الإدارية، واعتبار كل من تسبب أو (تسيب) ليتسبب في هذا الموقف غير الإنساني غير جدير بمنصبه، وهو أبسط رد لاعتبارهم وحماية المجتمع من تصرفات مشابهة!!.

من يريد أن يتعاطف مع هؤلاء الأيتام وجميع أيتام الوطن عليه أن يسعى لترسيخ هذه الثقافة، وإيصال صوتهم ومتابعة قضيتهم، لا أن يتبرع لهم بمقاعد جمهور!!، وإذا كان جادا في تبرع مالي، فعليه أن يتبرع لهم (سرا) بتأمين صحي، أو يكفل يتيما أو أكثر، أو يتكفل ببعض المصروفات العينية من احتياجات جمعية إنسان؛ من أثاث أو أسرة أو رحلات ترفيهية وتذاكر سفر، وليس تذاكر لتشجيع فريقه أو جعلهم زيادة عدد!!.

وللتذكير، فإن التصرف المخزي الذي حدث لخمسة وعشرين يتيما في استاد الملك فهد الدولي كان بمنعهم من دخول الملعب تناوله الإعلام، وتحديدا مواقع التواصل الاجتماعي بما يستحق وأقل مما يستحق من نقد المتسبب فيه سواء إدارة الملعب، المدانة سلفا بسوء التصرف، أو شركة صلة، وكانت المطالبات بمحاسبة كل أطراف القضية المشينة عن حرمانهم من دخول الملعب مع اللاعبين، وهو ما جاءوا من أجله، وليس لجلوسهم في المدرجات!!.

أعتقد أن تحويل قضية الأيتام عن وجهتها الأصيلة، وهي رد اعتبارهم وتلافي قهرهم مستقبلا، إلى استخدامهم كجمهور إهانة جديدة، فتواجدهم في الملاعب ليس الهدف السامي، إنما الهدف حفظ كرامتهم أينما حلوا وفي كل وقت!!.


رأي واحد على “أيتام الملعب وإهانة جديدة !!

  1. لقد تم مراسلة الشركة ومطالبتها بالأعتذار بشكل علني وزيارة الأيتام وترضيتهم من بعد قهرهم ولم ترد بأي شكل من الأشكال
    على فكره حتى الدوائر الحكومية تمارس قهر الأيتام ولم تجد احد يساندهم وحرماننا من القطر بسبب هذا الظلم الواقع على ضعفائنا
    فلماذا لا تبادر بحملة الكترونية لرفع الظلم عنهم

اترك رد