برنامج الأمان الأسري .. كفى مكابرة

عندما تصل الإحصاءات (المتفائلة) غير الشاملة ولا الدقيقة إلى أن ثلاثة أطفال يموتون بسبب العنف الأسري خلال سنة واحدة في مدينة واحدة هي الرياض، (عكاظ الأربعاء الماضي 3 يوليو 2013)، فإن ذلك إنما يعني أمرا واحدا وهو الفشل الذريع لبرنامج الأمان الأسري الوطني الذي كتبنا عن فشله الكثير وعدم تحقيقه لعمل صحيح وشامل على أرض الواقع خلاف عقد الندوات والمؤتمرات وحفلات الافتتاح والانتداب لحضور أخرى وجملة من البهرجة الإعلامية التي لا تحقق وعيا اجتماعيا ولا وقاية من عنف ولا تعامل جاد مع تلك الحوادث عند حدوثها.

يغضب البعض عندما نقول إن برنامج الأمان الأسري أوكل إلى طبيبة أمراض معدية غير مختصة وهو ليس مرضا معديا بل شأن اجتماعي بحت يتطلب أخصائية اجتماعية نشطة وخبيرة ومتخصصة وذات اطلاع على المجتمع السعودي وقدرة على التعامل مع أفراده!!.

ويغضب البعض عندما نقول إن برنامج الأمان الأسري ولد خديجا غير مكتمل النمو بسبب تجاهله لأهم عنصر وهو الاختصاص وإيكال كل أمره لأحد أفراد الفريق الثانويين المعني باستقبال الحالة في المستشفى، وليس المعني بالوقاية منها قبل أن تحدث عن طريق التوعية والتحذير ودراستها اجتماعيا ونفسيا وتحليل أسباب حدوثها لتجنب تكرارها وسن الأنظمة والإجراءات الصارمة حيال من يرتكب العنف الأسري.

الآن لا يعنينا مكابرة من يغضب، والعبرة بالنتائج والأرقام، فبرنامج الأمان الأسري الوطني لم يحقق الحد الأدنى المتوقع منه منذ بدايته، بل لم يحقق أي نتائج تذكر غير تكرار ذكره ببهرجة إعلامية نسوية، هذا عنصر تقييم، أما العنصر الأهم فهو أن أرقام حالات العنف الأسري في تزايد منذ بداية البرنامج وحتى اليوم ومرورا بما كتبته منذ سنتين في هذه الجريدة وتحديدا في 16 مايو 2011 بعنوان (برنامج الأمان الأسري غير آمن) وهو لا يزال كذلك مكانك راوح والمجتمع من حوادث التعنيف الأسري فيها رايح!!.

رأي واحد على “برنامج الأمان الأسري .. كفى مكابرة

  1. مقال جيد و أتمنى من القائمين على البرنامج ان يجتهدوا و ان يضموا عددا من المشرعين كأعضاء مجلس الشورى و القضاءة كأعضاء فاعلين لا شرفيين حتى يكون هناك تشريعات لحماية الطفل و الأسرة.
    سأذكر لكم حادثة قبل عامين : كنت في مدرسة ابني و شاهدت معلم يضرب احد الطلاب بالباب . انفجرت غضب و اشتكيته على الإشراف في المدرسة و إدارة المدرسة وكنت جاهل في دور برنامج الأمان الأسري فتوعدتهم باني سوف اتصل و ابلغ البرنامج عنهم و كنت متوهم ان البرنامج سيعمل كما في الغرب ويأتي على الحال و يحقق بالموضوع و يعاقب المدرس و المدرسة . كلمت احد العاملين في البرنامج و رد على ما نقدر نسوي شى و لكن ممكن ندرج المدرسة على لائحه المحاضرات و نخاطبهم وإذا وافقوا نلقي عندهم محاضرة . رديت و قد خذلت! أخي انا كفيتكم المحاضرة فقد كنت البشير النذير بمحاضرتي لهم فقد كانت تخرج من القلب و بعد نوبة غضب ، اذا ما تقدرون تحمون الأطفال قفلوا احسن لكم و لنا.

اترك رداً على د.عمر التميميإلغاء الرد