نفتقد للرصد الدقيق التاريخي لأصحاب المبادرات، خصوصا أولئك الذين يعملون لوجه الله ولا يرجون جزاء ولا شكورا، أحيانا يكون التجاهل متعمدا لمحاولة أحدهم أن يسرق إنجاز غيره وهذا يكثر في مواقع العمل، وقد سبق أن كتبنا عن مديرين يسرقون إنجازات موظفين مبدعين ولا يزال الأمر قائما، وأحيانا يكون التجاهل لجهل وبدون قصد، وأعتقد جازما أن تجاهل أولوية جمعية (قطرة) النسائية في إنتاج الفحم صديق البيئة من مخلفات الزراعة، خاصة النخيل، كان دون قصد.
في شهر رجب 1434هـ توج وزير الصناعة والتجارة مشروع (جوين) لتحويل مخلفات النخيل إلى فحم المحتضن بحاضنة بادر للتصنيع المتقدم في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية توجه بجائزة المركز الأول في الإبداع الصناعي ومبلغ نصف مليون ريال، ولم تتم الإشارة من قريب ولا بعيد للمشروع الخيري الإنساني الذي بادرت به السيدة فاطمة التركي بتشغيل فتيات عنيزة في صناعة الفحم من مخلفات النخيل ضمن نشاطات جمعية (قطرة) النسائية لاحتضان الأسر المنتجة، وهو المصنع الذي زرناه (حمد القاضي وخالد السليمان وأنا) منذ أكثر من سنتين وكان بدأ قبل زيارتنا بسنوات وتجولنا فيه وشهدنا إنتاجه الضخم واسع التوزيع الذي يعود ريعه للأسر المنتجة، وأذكر أنني كتبت عنه مقالا بعنوان (مضيعة الوقت إلى عنيزة) مقارناً بين موقف فاطمة التركي ورجال الأعمال الذين خرجوا من اجتماعهم آنذاك مع وزير العمل الذي حثهم على توظيف السعوديين فوصفوا الاجتماع بأنه مضيعة للوقت!!.
قد يكمن الاختلاف، بين المشروع المتوج بالجائزة والمشروع النسائي الإنساني البحت، في الانتساب إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية واحتضان (بادر) لكن ذلك لا يلغي حق مشروع الأسر المنتجة من بنات عنيزة في براءة الاختراع والأولوية، خصوصا أنه نشر عنه كثيرا في الصحف باجتهاد من الكتاب والصحفيين وكرمت رائدته تكريما لم تسع له، وقيل عنها (فاطمة التركي عن ألف رجل).