لا جبيرة لروح مكسورة

إذا كسرت روح الموظف كسرت إرادته، وأصبح غير قادر على مقاومة الفساد حتى لو لم يكن فاسدا أصلا، والروح هنا ليست الروح المجردة، بل هي الهيبة والقدرة على المواجهة، بدليل أن مكسور الروح لا يحتاج إلى هجوم من جميع الاتجاهات، ويمكن كسر روح أحدهم ولو لبس مضادات عاكسة مقاومة.

ولكسر الروح طرق عدة ومتفاوتة يفترض أن تدرسها هيئة مكافحة الفساد جيدا علها يوما ما أن تصبح قادرة وفاعلة، فتعرف أصحاب الأرواح المكسورة فتركز عليهم في مكافحتها للفساد إذا أصبح لديها قوة عين كافية.

غريبة هذه الروح، هي أغرب جهاز غير مرئي في الجسم، لكنها تستخدم في التعبير عن إرادته كله، وقوته، وضعفه، فيقال فلان قوي روح إذا ارتكب فسادا مشهورا وواجه الناس أو استكبر، وإشباع البطن هو أقدم موضات كسر الروح وأرخصها (كان الخروف النعيمي بثلاثمائة ريال ويمكن أن تحصل به على ترقية أو ترسية مشروع) بمجرد إقامة وليمة.

الآن أساليب كسر الروح تطورت، وأصبحت تخصصا يدرس في معاهد الفساد، فهناك أسلوب خدش الروح استعدادا لكسرها، وذلك بتقديم خدمات ومواقف لا تنسى أو الاطلاع على قصور والعون على ستره أو كسب معروف لا بد من رده.

المؤكد أن المسؤول المكسورة روحه أمام موظفيه أو رؤسائه أو مجتمعه لا يستطيع مقاومة الفساد حتى ولو لم يكن فاسدا بالضرورة، فقد يعين على الفساد بضعفه وهذا أخطر.

الإرادة السليمة في الروح السليمة.

اترك رد