جل مشاكل الخدمات الأساسية لدينا كالتعليم والصحة والشؤون الاجتماعية والماء والكهرباء تعود إلى كوننا لم نحدد نقطة النهاية ونريد أن نركض دون تخطيط إلى نقطة لم نحددها أو نهاية افتراضية عشوائية يريدها كل وزير من وجهة نظره الشخصية تختلف عن سابقه فنحن نسرع في الطريق دون رسم خارطة لعدم معرفتنا لنقطة النهاية (الرقم المستهدف والنوعية المستهدفة وشكل الخدمة) وليس لدينا بوصلة دقيقة نستدل بها على نقطة معروفة و لا نريد اتباع جادة من سبقنا وهذه مشكلة كبرى !!.
ما كنا سنستمر في استئجار المدارس والتعاقد مع شركات بناء من مدارس مختلفة فشل بعضها قبل أن يبدأ وما كنا سنعاني من شكوى أكثر من 70 % من المواطنين لا تقبل علاجهم مستشفيات حكومية ولا تستقبلهم غرف طوارئ وأصوات ترتفع تطالب بالعلاج لو سرنا على جادة دول تشبهنا وحققت نظام تأمين رعاية صحية ميسرة مثل ماليزيا واليابان وألمانيا، وما كان الأيتام والفقراء والمطلقات والمعلقات والمعنفون والمعنفات سيعانون ما يعانونه اليوم من هموم وشكوى لو سلكنا جادة معروفة نجح بسلوكها من سبقنا في التعاملات الانسانية، وما كنا سنستمر في استخدام الصهاريج في شرب الماء وشفط الصرف الصحي لو عملنا بجد واجتهاد للوصول لما وصلت له دول متقدمة لدينا أكثر من إمكاناتها.
مشكلتنا إذن ليست في المال ولا في الأرض والمساحة، مشكلتنا الحقيقية في عنصر بشري يبدو كفؤا، مؤهلا، مخلصا، نشيطا ومنتقدا لمن سبقه ثم بمجرد توليه ذات المهمة يشعر بتحقيق طموحه الشخصي وينسى طموح الوطن ويستكين إلى أعذار واهية.