Site icon محمد سليمان الأحيدب

وينك يا عضو حقوق الإنسان

ظاهرة غريبة وملفتة للنظر انتشرت مؤخرا، لا تحتاج لأكثر من شخص يرى أو شخص (مزكوم) برائحة التقصير ويريد منديلا لمسح أنفه.

في عز الظهر وفي درجة حرارة تفوق الـ48 درجة مئوية وعلى طرق (سريعة) وليست طرقا مزدحمة تجلس امرأة على الرصيف الساخن بجانب عدد قليل من علب المحارم الورقية (المناديل) تضع عباءة الستر السوداء (الأسود يمتص الحرارة) ودون أية مظلة أو حماية من الشمس، ويتكرر المشهد على نفس الطريق (السريع) بعد كيلومتر واحد وهكذا ليبلغ عدد النسوة الجالسات في هذه الوضعية غير الإنسانية أربع أو خمس على كل طريق سريع داخل مدينة الرياض.

أنا تابعت الوضع في أوقات مختلفة وصورته وراقبته وأجزم أن أحدا لن يقف عند إحداهن لشراء منديل إلا لو نزف أنفه دما من هول المنظر.

من سيوقف سيارته وهو يسير بالسرعة التي حددها ساهر في طريق سريع داخل المدينة 80كلم/ساعة لكي يشتري منديلا؟

إذن الأمر لا علاقة له بالبيع فلو باعت هذه المرأة علبة المنديل بسعر برميل نفط لما اعتبرت رابحة في ظل ما ستعانيه من ضربة الشمس والجفاف واستهلاك الماء.

الواضح من العدد والتنظيم ودقة التوزيع أن هؤلاء النسوة مجبرات من طرف ثالث (عصابة تسول) تجبرهن على هذه الطريقة الشاقة جدا والخطيرة لاستعطاف رواد الطريق والتوقف مهما بلغت السرعة لتقديم صدقة.

أنا لا ألوم مكافحة التسول فالأسلوب محكم فلا مدخل على من يبيع، لكنني ألوم جمعية حقوق الإنسان التي لم يتوقف أحد أعضائها وعيونها لشراء منديل يمسح أنفه ويدرس حالتهن وأسباب تواجدهن بهذا الشكل، فحتى لو لم يكن مواطنات فهن بشر أجبرن على هذا الأسلوب بكل تأكيد ولا بد من دراسة وضعهن وإنقاذهن.

أما هيئة حقوق الإنسان فكما ذكرت سابقا هي مجرد (مظهر) فخم تحت مكيف.

Exit mobile version