الله يعين على السكين

سيكون يوم عيد الأضحى هذا العام اختبارا صغيرا (كويز) لأعداد العمالة السائبة بعد الإجراءات الحازمة نحو تصحيح أوضاع العمالة. فأكثر العمالة السائبة تتجول يوم العيد بصفة جزار ماهر.

يوم عيد الأضحى يشهد إعلان العمالة السائبة عن نفسها، فكل عامل سائب بإمكانه حمل السكاكين وادعاء الخبرة في الذبح، وأكثر من يعاني من هذا السلوك هو الخروف لأنه سيتعرض للتعذيب أثناء ذبحه، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم أمرنا بسن الشفرة وإراحة الذبيحة.

ومع كل عيد أضحى ويوم ذبح الأضاحي تتكرر الأخبار عن استقبال غرف الطوارئ في المستشفيات لعشرات الحالات من الإصابات الناجمة عن سكاكين وسواطير ذبح الضحايا، حتى أنها أصبحت خبرا تبحث الصحف عن أرقامه وتفاصيله، والإصابات تتراوح بين المتوسطة والخطيرة، وتحدث إما بسبب احتفالية صاحب الأضحية وأبنائه ومحاولة الذبح في المنزل رغم عدم الاستعداد الجيد واتخاذ الاحتياطات أو بتصديق أقرب حامل سكين متجول ممن ذكرتهم أعلاه وما أكثرهم أيام عيد الأضحى المبارك في أعوام مضت قبل الحزم في ملاحقة العمالة السائبة.

نسبة كبيرة من الحوادث كانت بسبب دخول صاحب الأضحية ممرات المسالخ التي يعمل فيها عشرات الجزارين في ممر واحد يعج بالسكاكين والسواطير التي تستخدم بسرعة هائلة يكفي طيران واحدة منها لإحداث إصابات خطيرة قد تودي بالحياة، وما نأمله أن تتخذ مسالخ أمانات المدن إجراءات أكثر حزما لتوفير السلامة ولكن بعد توفير تنظيم يضمن عدم ضياع الأضحية أو أخطاء الخلط بين الأضاحي.

أيضا شهدت الأعوام الماضية وفاة أشخاص بسبب الأضحية. فالخروف يكون في قمة هيجانه، بحيث يمكن أن يتغدى بصاحبه قبل أن يتعشى به، وقد شهدنا حوادث خراف قتلت أصحابها، أو تسببت في إصابتهم بإصابات خطيرة، ومشكلتنا أننا نكتفي بالأخبار فقط، ولا نتعلم من الدروس المتكررة وكأننا نضحي للمرة الأولى كل عام.

وضعنا السنوي هذا يذكرني بالطرفة التي تروى عن شخص رأى قشرة موز في الأرض وبدلا من إزالتها ومواصلة السير صرخ «أووووه قشرة موز الله يعين على الزلقة».

اترك رد