لا موقف عندي ضد المهندسين السعوديين، تماما كما الأطباء السعوديين، أشيد بالمتميز منهم في الإخلاص لمهنته ووطنه وأكشف الفاسد الطماع المهمل لمرضاه، فأجد من المخلص شكرا ومن الفاسد غضبا لا يهمني، رغم عملنا في نفس الموقع، بل رئيس ومرؤوس، في حال المهندسين كنت ولا أزال أطالب لهم بكادر يليق بمهنتهم الهامة جدا انسانيا ووطنيا، وكنت وما زلت أستغرب عدم مطالبتهم وهيئتهم المهنية بكادر شبيه بكادر الأطباء والصيادلة والقضاة.
في ذات الوقت لا أجد غضاضة في القول إن المهندس السعودي يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية عما حدث من هشاشة عظام المشاريع الحكومية المنجزة ووهن جسدها وما حدث فيها من انكشاف أخطاء وتجاوزات في التنفيذ سواء مع الاختبار بالأمطار أو الاختبار بالعمر الزمني.
في كل وزارة ومؤسسة حكومية عدد كبير من المهندسين الذين يفترض أن يشرفوا على تنفيذ تلك المشاريع ويراقبوها ويدققوا عليها، فأين كانوا عند التنفيذ القاصر؟!، إن كان أمر المراقبة والتدقيق أوكل إليهم ولم يخلصوا المتابعة أو قبلوا رشوة وتغاضوا فتلك مصيبة عظيمة، وإن كان أوكل لمهندسين أجانب وتم تخطيهم وصمتوا فلا أقول إن المصيبة أعظم لكنها لا تقل عن سابقتها!!
أعرف مهندسين سعوديين مخلصين وأعرف مهندسين سعوديين دون ذلك ولا أشهد على رشوة أو فساد لكن فشل المشاريع يشهد!!، صحيح أن بعض الجهات الحكومية توكل الإشراف لشركة هندسية خاصة لا تستقطب مهندسين سعوديين في الغالب، لكن كل جهة تحفل بعدد من المهندسين ممن يتقاضون رواتب في وظائفهم فلماذا لم يطالبوا بالإشراف على مشاريعها بحكم التخصص ويبلغوا عن الفساد إن وجد سواء لرؤسائهم إن وثقوا فيهم أو للجهات الرقابية أو للإعلام وذلك أضعف الإيمان!!
لو كان لدينا شح في المهندسين لما استغربنا لكنهم موجودون ودورهم هو الغائب ولا خير فيهم إذ تحدث كل تلك الفضائح من انهيارات وتسريب وفشل وهم صامتون!!