Site icon محمد سليمان الأحيدب

المواطن غيور والهيئة غير مهيأة!!

يوما بعد يوم يثبت المواطن أنه الأكثر وعيا والأسرع مبادرة، ربما للإحباط من تقصير بعض الجهات دور كبير في جعل المواطن يبادر ويعتمد على جهده الذاتي في دعم الوطن والمواطن والمقيم.

شواهد كثيرة لا يتسع المجال لذكرها جميعا ومن أمثلتها إنشاء المستشفيات ومراكز الغسيل الكلوي وبناء المساجد على أحدث طراز معماري وأكمل تجهيز وتأثيث، والتبرع لمدارس تحفيظ القرآن، وتشجيع التميز في التعليم بالجوائز القيمة والمشاركة في إنقاذ ضحايا الحرائق والسيول وإسعاف المصابين، وصرف المعلمات على المدارس لتوفير وسائل الإيضاح والتكييف والصيانة.

قلت: إن المساحة لن تكفي للتفصيل ويبدو أنها لن تكفي حتى للأمثلة!!، لذا دعوني أركز على ما شاهدته في مدينة أشيقر في أقليم الوشم من جهود جبارة لحفظ التراث وتعليمه للنشء، وإنشاء قرية تراثية متكاملة و متقنة ومشرفة لمن يزورها، وكل ذلك بجهود عدد من كبار السن من أهل أشيقر وأعيان المدينة، لكن الأمر الذي يثلج الصدر أن عددا من كبار السن تطوعوا للبقاء في متاحف القرية التراثية منذ الصباح وحتى المساء في دوام اختياري متواصل لتقديم شرح للزوار واستقبالهم وتوديعهم، وتلمس لديهم الحرص على التعليم للشباب فيكاد الواحد منهم أن يتوسل للشاب للاطلاع على تراث أجداده ومخترعاتهم!!.

رغم ضخامة واكتمال قرية التراث في أشيقر إلا أنني وقعت عليها بالصدفة وأنا أبحث عن المطاعم التراثية المشهورة في أشيقر والتي سقط بعضها بسبب السيول الأخيرة حسب الأخبار، وفوجئت ببوابة قرية التراث التي تؤدي إلى نموذج رائع يعكس جهودا جبارة لم تجد للأسف من يقدرها في هيئة السياحة، فقد كان سؤالي الدائم لهم هو (هل تجدون دعما من هيئة السياحة؟!) وكان الجواب الموحد (لم تدعمنا وربما هي لا تعلم عنا!!).

للمعلومية فإن تاريخ أشيقر تحديدا في الأثار والتراث معروف ومذكور وموقعها المتميز بين الكثبان الرملية وقوس الجبال المحيطة بها يجعل منها مزارا لسياح الداخل والخارج لو استغلت سياحيا لكن يبدو أن الهيئة غير مهيأة.

Exit mobile version