أكاديمي يتحرش «تويتريا» بالعجمة وبتال

قلت، بالأمس، إن تعاطينا الإعلامي مع حادثة لمى وطفلة المصعد وكأنها حالات جديدة ونادرة يريح المسؤول كثيرا، ووعدت بالتوسع في أمر غياب الإحصاءات حول التحرش الجنسي بالأطفال الذي تحدثت عنه الأخصائيات الاجتماعيات في أكثر من برنامج تلفزيوني وإذاعي تفاعلا مع حادثة طفلة المصعد!!.

منذ أكثر من ثلاثين سنة، وعندما كانت مجلة اليمامة برئاسة تحرير الدكتور فهد العرابي الحارثي تثير قضايا جريئة ــ في حينها ــ تحت عنوان قضية الأسبوع، اتفقنا (الأخصائية الاجتماعية سميحة الحيدر وأنا) على أن نطرح قضية العنف ضد الأطفال، ومن بينها التحرش الجنسي، كان مجرد ذكر كلمة (جنسي) في الصحافة أمرا غير مقبول أو ممنوعا، لكن مجلة اليمامة كانت غير!!، تعرض قضايا ولا تعرض أزياء، فعرضنا القضية باستضافة متخصصين كثر.

منذ ذلك الحين وموضوع التحرش الجنسي بالأطفال يتم التعرض له إعلاميا على استحياء، لكن اللوم يقع على النشر العلمي الأكاديمي الذي ليس له حدود، فلا حياء في البحث العلمي والنشر في المجلات العلمية المتخصصة، ومع ذلك فإن الإحصاءات والدراسات لا تزال حتى الآن شحيحة، بل معدومة في هذا الصدد.

أعضاء هيئة التدريس في الجامعات كانوا أكثر جدية وإخلاصا وتفرغا وعمقا منهم الآن، لكن المستشفيات ودور الرعاية والأخصائيات الاجتماعيات والأطباء النفسيين لم يسجلوا الحالات ولا الأرقام وهم من يستقبلها، فقد كان الستر هو المطلب، مع أنه لا مانع من تسجيل الحالة كرقم مع الستر، لكننا لم نكن نعترف بالأرقام، ويبدو أننا لا نزال نتجاهل أهمية الأرقام والإحصاءات، مع أننا بدأنا في تسجيلها؛ بدليل أننا نتفاعل مع حالات فردية إعلاميا ومثل فورة مشروب غازي، ولا نعتمد على البحث العلمي عن طريق المتخصص الأكاديمي!!.

يا لحظنا السيئ عندما بدأنا في تسجيل الأرقام أصبح عضو هيئة التدريس والأكاديمي غير متفرغ ومشغولا عن أبحاثه بالعمل غير المشروع في الجامعات الأهلية، بل أصبح أكثر سطحية وأقل عمقا إلى درجة أن عميدا لشؤون الطلاب مشغول بالتحرش (تويتريا) بمقدمي البرامج الرياضية، وأن نتائج (أبحاثه) تتهمهم بأنهم أذرع سرطانية!! هزلت.

اترك رد