زيادة مكافأة الجامعي أوفر من ابتعاثه

في وسم (ضرورة زيادة مكافأة الجامعة) كان طلاب الجامعات أبلغ من يعبر عن الحاجة الماسة لزيادة المكافأة فقد اشتمل الوسم على معاناة شديدة لفئات كثيرة من الشباب والفتيات العصاميين الذين هم في أمس الحاجة لكل هللة من هللات المكافأة الجامعية للصرف على أنفسهم أو الصرف على أسرهم لتعويض تلك الأسر عن الراتب الذي يفترض أن يتقاضاه الطالب لو توظف بشهادته الثانوية أو يستلمه الشاب أو الفتاة من حافز لو كانا عاطلين!!، تخيل فقط (لو كانا عاطلين!!) فإن دخلهما السنوي سيكون 24000 ريال بينما أثناء الدراسة وبذل الجهد والمثابرة والانشغال بتلبية الطموح العلمي الخالي من مضار الفراغ ومخاطره وجرائمه فإن الدخل السنوي للشاب المجتهد العصامي يتراوح بين 10200 ريال إلى 11000 ريال أي لا يصل لنصف دخل العاطل من حافز!!، أي أن الطالب الذي يدرس أربع سنوات لا يصل دخله من المكافأة طيلة سنوات الدراسة إلى دخل العاطل في سنتين!!، وأرجو أن لا يتحجج معترض بمقارنة الدخل بعد التخرج وبعد توقف حافز لأننا نتحدث عن فترة معينة يختار خلالها الشاب بين الدراسة أو الكسل والبقاء عبئا على المجتمع!! كما أرجو أن لا تستخدم المقارنة عذرا لإيقاف حافز فالبعض وبعد أن عض على راتب يفوق 100000 ريال أصبح يستكثر على غيره الريال.

مشكلة الطالب والطالبة الجامعيين أن من يقرر مكافأتهم يقارنهم جميعا بشاب يستخدم مبلغ المكافأة في شراء جوال جديد أو آيباد تماما مثل طفل فرنسي يتساءل عن الطفل الأفريقي الجائع عندما لم يجد خبزا فلماذا لا يأكل الكيك؟!.

على أية حال فإن تكاليف زيادة مكافأة طلاب الجامعات مهما بلغت فإنها أقل بكثير من تكلفة ابتعاث الطالب للولايات المتحدة الأمريكية لدراسة نفس التخصص، هذا مع استثناء تكاليف المحاماة فيما لو عنّ للسلطات الأمريكية تلبيس الطالب السعودي تهمة وهذا ما أصبح كثير الحدوث مؤخرا وتكاليفه المالية والنفسية والاجتماعية تفوق ميزانية الجامعات في الداخل والتي بها مقاعد شاغرة ولله الحمد.

أرجو أن ينظر وطني في أمر زيادة مكافأة الطلاب الجامعيين على اعتبار أنهم شباب جادون مثابرون طموحون ومحتاجون للدعم ويحملون حب هذا الوطن إلى الأبد.

اترك رد