Site icon محمد سليمان الأحيدب

فتاة سعودية ميتة تتحدى إداريا مترفا

آلاف الفتيات المعلمات يستأجرن سيارات النقل ويستيقظن منتصف الليل ويسرين قبل صلاة الفجر بساعات ويقطعن (يوميا) 320 كيلومترا ذهابا ومثلها إيابا (هذه المسافة تعتبر للمسؤول والوزير انتدابا)، كل ذلك من أجل كسب لقمة عيش حلال وتقديرا للوظيفة التي جاءت بشق الأنفس!!.

وآلاف الشباب يقترضون أو يعملون في وظائف شاقة برواتب زهيدة لجمع قيمة رسوم دراسة دبلوم صحي أو لغة انجليزية على أمل الحصول على وظيفة موعودة لا تتحقق.

وآلاف الفتيات يخترعن أعمال أسر منتجة، وآلاف الشباب يعملون في وظيفة حراسات أمنية تجارية برواتب زهيدة وساعات عمل طويلة وشاقة، ومثلهم يستدين لشراء سيارة أجرة والعمل ليل نهار لتسديد قيمتها!!، ومئات يتحدون نظرة المجتمع ويعملون في أعمال النظافة وتجهيز الطعام بكل فخر واعتزاز.

كل أشكال وصور الجدية والمثابرة والتغلب على أقسى الظروف تحدث وتتكرر من آلاف من الشباب والشابات، ثم يأتي من حصل على منصب بالواسطة في سنين الطفرة أو ورث ملايين، فيقول إن المواطن السعودي غير جاد ولا مثابر ويريد أن يأتيه قوته على ملعقة من ذهب!!، وكأنه ما زال يرى الناس بعين طبعه!!، تلك العين التي لا ترى جنائز عشرات المعلمات أسبوعيا تشيع في منظر مهيب يمثل درسا في المثابرة والمخاطرة طلبا لرزق حلال بمشقة بالغة!!، والأهم أن ذلك المنظر المهيب المخيف المنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا يثني الآلاف الباقية منهن من عبور ذات الطريق المحفوف بالمخاطر في اليوم التالي، رغم أنها تشاهد المنظر عبر جوال تحمله في يسراها وتحمل في اليمنى مسؤولية تحدي الظروف وتحمل في قلبها التوكل على الله!!.

أتحدى كل مترف يتفلسف بعدم جدية ومثابرة الشاب السعودي والفتاة السعودية أن ينظر إلى صورة حادث معلمات على طريق خطير ثم يسلكه في اليوم التالي!!.

ماذا تريدون من الفتاة السعودية والشاب السعودي أكثر مما ذكر لكي يثبت لكم أنه جاد في طلب الرزق وأهل لأن توفر له الوظيفة اللائقة القريبة والوصول إليها بطريقة آمنة؟!.

السؤال الأجدر بالطرح هو: أين جديتكم أنتم في تنفيذ مهامكم وتحقيق وعودكم في تعبيد طريق آمن؟!.

Exit mobile version