تفحم

للأسف أصبح خبر تفحم عشرة أشخاص في حادث مروري خبرا عاديا شبه يومي، وبمتابعة لأخبار هذه الحوادث التي تقتل جماعيا تجد أنها كانت تحدث في طرق طويلة مزدوجة سيئة بها تقاطعات ولا تخضع لرقابة مرورية ميدانية فيبدو أن المرور مصر على أن ساهرا هو الساهر الوحيد في هذا الجهاز، حتى كاميرات ساهر لا توضع في تلك الطرق المزدوجة علها تخفف من سوء الرقابة، بل يقتصر وجودها في الطرق السريعة متعددة المسارات التي تكون فيها السرعة خطيرة أيضا لكنها أقل خطرا، وخطر السرعة في الطرق متعددة المسارات يكمن في التجاوزات المفاجئة من اليمين وحذف السيارة يمنة ويسرة وكل هذه السلوكيات المرورية الخاطئة لا تعني كاميرات ساهر.

 

وزارة النقل ليست حديثة عهد بالتسبب في الموت الجماعي فهي وزارة رغم أن اسمها تغير من وزارة المواصلات إلى وزارة النقل فإنها لم تنتقل في فكرها وعقليات مناصبها القيادية من مجرد وزارة (اسفلت وحسب)، فالطرق التي تشرف عليها وتنفذها لا تعنى بأبسط مقومات السلامة بل إن أغلبها غير مزودة بتوجيهات السلامة للسائق، حتى التخطيط غير موجود وتعاني من انحناءات خطيرة سببها محاولة تقليص التكلفة بعدم شق جبل أو تلافي مرتفع بسيط كما أنها لا تتمتع بصيانة دورية كاملة وإذا حدثت الصيانة فإن المقاول المنفذ يعمل التحويلات على مزاجه ودون إشراف دقيق ورادع لا من وزارة النقل ولا من المرور والدليل أن آخر خبر حادث (تفحم فيه) 9 أشخاص حدث في تحويلة وبين سيارة هايلوكس وآلية سفلتة.

 

رحم الله من ماتوا من حوادث الطرق سواء بالنزف أو بالتفحم فلا فرق فقد تعددت الأسباب ونتيجة الحوادث موت جماعي سواء حدث التفحم أو لم يحدث فإن المؤكد أن المسؤولين متفحمان حتى يكتب الله لهما الصلاح.

رأي واحد على “تفحم

اترك رد