تتويج أنصف الأيتام وقناة الوطن

عندما غضبنا وبشدة وتألمنا لما تعرض له أطفال أيتام إنسان بمنعهم من تحقيق أمنيتهم بالدخول مع اللاعبين في مباراة النصر والأهلي، لم نغضب لأن دخولهم سيدعم فريقا على آخر، ولكن لأن منعهم كان يعكس مشاعر جامدة وانعدام إحساس يؤسفنا وجوده، خصوصا نحو اليتيم وقد عوض الله أطفال (أيتام إنسان) بخير مما حرموا منه، فقد تواجدوا في حدث أهم وأكبر وأكثر متعة وهو اللقاء الختامي بين التعاون والنصر، والذي شهد تتويج النصر في حدث تاريخي وكرنفال ممتع وأكثر جماهيرية وفي ذات الملعب، وهنا لا بد من التذكير بضرورة تلافي مثل تلك التصرفات البيروقراطية المقيتة، خصوصا في حضور الحس الإنساني، وتحديدا مع الأيتام.

وعندما انتقدنا القناة الرياضية السعودية في عدم حياديتها، خصوصا في الإخراج والبرامج والتعليق، فإنما كان تركيزنا وما يهمنا هو أن تكون كل مؤسسة أو أداة مملوكة للدولة متاحة للجميع وتقف على مسافة واحدة من الجميع بصرف النظر عن ميول ورغبة من يسخر إمكاناتها؛ لأن هذا السلوك إذا شاع فإن أي مؤتمن على (حلال حكومة) سيسخره لأهوائه.

ومثلما انتقدنا الاعوجاج، فإننا لا نتردد إطلاقا في الإشادة باعتدال الميل، ففي ذات حفل التتويج كانت قناة الوطن الرياضية حاضرة بإنصاف ومهنية، فقامت قبل وأثناء وبعد الحفل بجهد كبير في التغطية والإخراج والنقل، فنقلت بإجادة وإخلاص عروضا جماهيرية رائعة سطرها جمهور النصر أبهرت العالم، ومن حق الوطن أن يفاخر بها في هذا المجال الرياضي تحديدا، وإن كنا نأمل بالتفاخر في مجالات أخرى أهم إضافة إلى الرياضة، لكن البهجة والتفاعل وإجادة الاحتفاليات المباحة المنظمة وإتقان أكثر من ستين ألف متفرج لها في وقت واحد، بتناغم غير مسبوق، أمر يدل على مجتمع واعٍ سعيد ويستحق تسليط الضوء والتوثيق، وبالمناسبة فإن من حق جمهور النصر توثيق وتسجيل إنجاز غير مسبوق في موسوعة جينيس للأرقام القياسية بأطول حركة أمواج دارت كامل الملعب من جمهور واحد لعدة دقائق دون توقف.

تعويض الأيتام عما حرموا منه بأفضل منه، والجهد الكبير المشكور الذي بذلته قناة الوطن الرياضية، ينطبق عليه المثل الشعبي النبيل المتسامح (من رد ما كنه شرد)، فشكرا لكل من أسهم في التصحيح دون ذكر للأسماء، فالاسم للوطن.

اترك رد