Site icon محمد سليمان الأحيدب

المواطن والوكالة

استشهد بما شئت من قرارات تتخذها بعض اللجان أو الاجتماعات أو المسؤولين في وزارات خدمية أو حتى موافقات مجلس الشورى على بعض الأنظمة، وستجد أنها تتخذ نيابة عن فئة من المواطنين غير ممثلة إطلاقا في اللجنة أو الاجتماع، ولم يعان معاناتها الذي اتخذ القرار، ولا تتشابه ظروفها مع ظروف كثير من أعضاء الشورى.

طبعا، الحل الأمثل لتلافي النتائج السيئة لهذا الأسلوب هو الأخذ بمرئيات عدد من المعنيين بالقرار ممن لديهم رؤية واضحة وخبرة وقدرة على التعبير، باستضافتهم في عدة جلسات في اللجنة والاستماع لمطالبهم وحججهم ودفاعهم، قبل اتخاذ القرار نيابة عنهم، لكن هذا لا يحدث وإن حدث فهو نادر، وإن ندر فإن اعتماد مرئياتهم ومطالبهم أندر.

أما أضعف الإيمان، فهو عمل استفتاء أو دراسة مسحية قبل اتخاذ القرار لمحاولة اتخاذ قرار يلبي حاجة ومتطلبات الغالبية ويحسب الحساب لظروفهم، وفي هذا الجانب (أضعف الإيمان) أتحدى أن جهة خدمية أو حتى لجنة من لجان الشورى أجرت استفتاء أو اعتمدت على نتائج دراسة مسحية أو استفتاء أجرته واستشهدت به في اتخاذ القرار.

قرارات كثيرة اتخذت بحق المتقاعدين أو الفقراء مستحقي الضمان الاجتماعي أو المرضى أو العاطلين عن العمل أو المحتاجين إلى سكن أو اليتامى أو المحتاجين لرعاية اجتماعية دون أخذ مرئياتهم أو استفتائهم في شأن يخصهم.

القرارات نيابة عنهم اتخذها شخص أو مجموعة أعضاء لجنة أو مجلس لم يعيشوا أوضاعهم ولم يدرسوها ولم يكتووا بنفس النار التي أحرقت رجلهم، ولا يشعر بالنار إلا رجل واطيها.

Exit mobile version