Site icon محمد سليمان الأحيدب

100 ألف غرامة ضياع طفل

أمر غريب تكرر حدوثه، طفل ضائع لدى الشرطة أو لدى أحد الأشخاص، ويتم الإعلان عن البحث عن أهله، وهذا أمر يقف خلفه سر غريب، تعودنا أن تبحث الأسرة عن طفل ضائع في السوق أو في أي مكان عام وتجده خلال دقائق أو ساعات، وهذا أمر طبيعي متوقع إذا حدث إهمال بسيط أو غياب التركيز من الأم أو الأب وتسلل الطفل لمكان بعيد أو خفي، وهذا يبقى إهمالا، لكنه في حدود المعقول.

السؤال المحرج جدا، والذي أعتقد أن سرا خفيا يقف خلفه هو: لماذا تغادر الأم سوقا أو مكانا عاما أو مضمار المشي (كما أعلن سابقا) تاركة خلفها طفلا ضائعا، ثم يتم الإعلان في مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود طفل يبحث عن أمه!!.

هذه الحوادث المتمثلة في الإعلان عن طفل يتراوح عمره بين الرابعة والسابعة يبحث عن أهله تكررت هذا الشهر أربع مرات، وأغرب تلك الحوادث ذلك الطفل الذي وجد تائها يبكي في مضمار المشي بعد أن فقد والدته لعدة ساعات، وهو ما يطرح سؤالا عريضا حول ما يتعرض له الأطفال من إهمال.

الاحتمالات كثيرة، ولست هنا في مجال المنجم لتوقع الأسباب، لكن المؤكد أن إيكال أمر رعاية الطفل للعاملة المنزلية يعد تعبيرا عن تخلي الأم عن واجبها الأساسي وحنانها الغريزي وإيكاله للخادمة، أما الأسباب والدواعي فسر لا يعرفه إلا الأم التي تمارس هذا التخلي، وذاك السر قد يبرر تغير الأحوال من أم تبحث عن طفلها إلى طفل يبحث عن أمه.

أرجو التركيز والانتباه أنني لا أتحدث عن المواليد والرضع الذين يوجدون عند أبواب المساجد أو في الأماكن العامة، فهذا أمر آخر يحتاج إلى مجلدات، أنا أتحدث عن طفل كان يرافق والدته ثم تركته وذهبت.

نحن، هذه الأيام، نتحدث عن غرامة 50 ألفا وسجن سنة لمن يضرب زوجته، وكأننا مجتمع يشكو من ظاهرة رجل يلحق زوجته بالعقال، ثم جاء من يقول بفرض ذات الغرامة والسجن على الزوجة التي تضرب زوجها، وكأن نسبة كبيرة من الرجال يأتون لمكاتبهم بعين زرقاء أو أنف ينزف أو شفة متورمة، وما دام الأمر كذلك، فإنني أرى تطبيق الأهم (نسبة للحالات)، وهي غرامة 100 ألف وسجن سنتين لكل من تترك أو يترك طفله مفقودا بمكان عام.. والله أعلم.

Exit mobile version