صدمة سياحية

في الوقت الذي كنا نطالب فيه بتحسين الخدمات في المحطات العادية الصغيرة على الطرق البعيدة والفرعية، وكنا نأمل أن يتم إجبار المحطات والاستراحات على توفير دورات مياه تناسب استخدام البشر، كوننا نتوجه نحو تشجيع السياحة الداخلية، وفي الوقت الذي كنا نتوقع فيه أن نرى هذا الصيف توفير خدمات شاملة على الطرق مثل: خدمات الإصلاح، والصيانة، والمساعدة الميكانيكية الفورية المتنقلة، مثل غيرنا، وفرض تواجد خدمة إصلاح الإطارات في كل محطة وقود، كانت المفاجأة أننا نعود إلى الوراء، في هذا الصدد، عشرات السنين.

كنت على طريق الرياض ــ سدير ــ القصيم (السريع) الحيوي جداً الذي يرتاده الآلاف يومياً، وفي كل الأوقات، وقررت تأجيل التزود بالوقود حتى أصل محطة (ساسكو) في الجزيرة الوسطية بعد مخرج حريملاء (القريبة جداً من العاصمة الرياض) والتي يفترض أنها منطقة خدمات متكاملة تشتمل على غرف استراحة، وسوبرماركت، وطبعاً محطة وقود، وورش صيانة، وإصلاح إطارات.

بشغف وحاجة إلى الوقود تتبعت اللوحات التي تشير إلى الاستراحة، وتبشر كل خمسة كيلومترات إلى العد التنازلي لقرب الوصول إليها، حتى وصلت بالفعل للمخرج وإذا به أقرب إلى المتاهة مقسوم بالخرسانات، ودون لوحات إرشادية ولو كان الوقت ليلاً فإن من المستحيل الوصول إلى المحطة أو العودة للطريق السريع.

ولأن الوقت نهار وصلت إلى المحطة وليتني لم أصل!!، كانت مكاناً مخيفاً مهجوراً كما يبدو منذ سنوات. فالغبار يغطي كل شيء وثمة بقايا لوحات قديمة متناقضة بعضها يقول ( مغلق من قبل بلدية محافظة حريملاء) وهي دلالة مخالفات. أما الأخرى فتقول ( مغلق لإجراء تحسينات)، والغريب هو تواجد رجل وامرأة بالقرب من غرف التأجير وهو ما يشكل خطراً عليهما في ذلك المكان المهجور!!، وربما خطر منهما لا ندري!!.

الخطر الأكبر يقع على السياحة الداخلية فإذا كانت هذه حال طريق الرياض ــ  سدير ــ القصيم، (استراحة مهجورة دون تنبيه قبل عناء التحول إليها!!)، فكيف هي حال الطرق الريفية والنائية؟!، على الأقل أزيلوا لوحات الاستراحة، أو اكتبوا أنها أغلقت!!، احترموا وقتنا، واحترموا حقنا في التخطيط للتزود بالوقود!!.

اترك رد