«براغي» كرسي المنصب

سألني مذيع برنامج (تمكين) عبدالعزيز المحيسن على إذاعة (يو إف إم): لماذا كتبت ما كتبت في اليومين الماضيين في (الشباب السعودي متطوعون ومطاوعة)، فقلت: لأنني أشعر فعلا أن فئة الشباب التي تشكل نسبة تفوق 65% من السكان مظلومة إعلاميا ومؤسساتيا.

الإعلام لا ينقل إلا الصورة السوداء النادرة عن قلة من شباب وشابات (الكيك)، أو قلة من المشاغبين في احتفالات اليوم الوطني، أو ندرة ممن يفحطون!!.

الغالبية العظمى من الشباب والشابات مواطنون جادون مثابرون مجتهدون لا يحتاجون إلا إلى إعلام ومؤسسات تواكب الواقع وتنصفهم بناء على ما قدموا.

من كان يتوقع أن آلاف الفتيات السعوديات ينهضن قبل صلاة الفجر، وتستقل كل أربع أو خمس منهن حافلة نقل مهترئة لتسافر مئات الكيلومترات (قد تزيد على 400 كم) يوميا لتعمل معلمة، وهي ترى ضحايا الحوادث من زميلاتها يتوفين بشكل يومي أو يتعرضن لإصابات وإعاقة.

من كان يصدق أن الشاب السعودي يعمل سايس خيل كما يحدث عندنا في مركز إنتاج الأمصال بالحرس الوطني، أو عاملا في مطعم، أو حمال أسية في شركة.

الشاب السعودي والشابة السعودية يتعرضون لحالتين:

مسؤولون لا يريدون أن يغيروا الصورة النمطية التي تشكلت في أذهانهم منذ زمن الطفرة، وإعلام لا يرى ولا يسمع إلا مقاطع (الكيك) والمشاهد المنفرة الشاذة عن طبيعة الشاب السعودي.

الأمر الثاني هو أن الوزير أو المحافظ أو عضو مجلس الشورى عندما يكون شابا قبل تولي المنصب يتحدث بإيجابية عن الشاب والشابة السعوديين، لكنه بمجرد تولي المنصب يتنكر لهما ويقلل من شأنهما، وهذا أمر تفسيره يصعب إلا من محلل نفسي يحل (براغي) كرسي المنصب ومساميره ويدرس حالته.

اترك رد