لا يستحون و«يتبجحون» على الوطن

أكثر أعضاء لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم تسبباً في خسائرنا الرياضية سواءً في خسائر فرص استضافة النهائيات، أو الوصول إليها لم يستحوا من فشلهم وعندما غادروا (دون المنتخب) للبرازيل يريدون استقبالاً رسمياً !!، ويعتبون على السفارة إن لم يخرج السفير أو من يمثله لاستقبالهم وإيصالهم بسيارة السفارة!!.

هؤلاء لو كانوا اجتهدوا في أعمالهم، و أخلصوا لوطنهم، وحققوا للوطن إنجازاً فبماذا سيطالبون؟! لو كانوا لم يفشلوا في التسويق للوطن رياضياً، ولم يخلفوا وعودهم في إنجاز خدمات الملاعب، وتركيب البوابات الإلكترونية، ولو نجحوا في المهام التي انتدبوا لها سابقاً وحالياً فمن سيقبل أن يكون في استقبالهم؟!.

الوطن، مثل الوالدين، يتعرض أحياناً لتبجح غريب ممن ينسى أفضاله، ويتناسى حق الوطن، ويتذكر ما يعتقد أنه حقوقه على الوطن، تماماً مثلما يتناسى ابن عاق حقوق والديه، ويتذكر فقط أن عليهم الصرف عليه، ومنحه السيارة الفخمة، والطعام الفاخر، وأغلى الملابس، وأحدث إصدارات الجوال والحاسوب!!.

رياضياً أيضاً تبجحت أندية ورفضت مشاركة لاعبين في معسكرات المنتخب!!، وتبجح لاعبون واعتزلوا دولياً، وتبجح إعلاميون رياضيون وغلبوا مصلحة الفريق المفضل على المنتخب، لكن الرياضة ليست الميدان الوحيد للتنكر لأفضال الوطن.

كثيرون هم من يرون ما يعتقدون أنه حقوق لهم وينسون حق الوطن، ولسنا هنا لنزايد على الوطنية، ولكن لنذكر بأمثلة تمادت كثيراً في هذا الصدد. فالبنوك تأخذ ولا تعطي، والمستشفيات الخاصة تنعم بالقرض والأرض والدعم ثم ترفض القيام بمسؤولياتها الإنسانية والوطنية نحو قبول الحالات الإسعافية والطارئة!!، والأطباء يتقاضون أعلى الرواتب وفق أكثر سلم رواتب تكلفة على الدولة ثم يتركون واجباتهم في المستشفيات الحكومية، ويهربون للخاصة أثناء الدوام الحكومي.

بعض المسؤولين لا يقوم بمسؤولياته كما يجب ويستكثر المساءلة في مجلس الشورى، بل يرفض الإجابة على بعض استفسارات الإعلام التي هي في صميم عمله وليست شخصية!!.

شركات المقاولات تريد أن تأخذ أضعاف التكلفة، وتقدم أنصاف مستويات التنفيذ لمشاريع الوطن!!، وقطاع الأعمال والصناعة يحصل على القروض والدعم ثم يرفض السعودة، ويهدد بنقل استثماراته للخارج!!.

هذه الثقافة السلبية الموغلة في الأنانية والجحود والتبجح يجب أن نسعي جادين لتغييرها ولا مانع أن نكرم المخلص المتميز. أما أن يستقبل السفير أو مندوب السفارة أعضاء لجان كروية فاشلة تريد أن تقضي إجازة في البرازيل، فمطلب (بجيح) و(التاكسي) كثير عليهم!!.

اترك رد