هذا «البرنامج» يحتاج إلى حزم!!

كأنه برنامج تلفزيوني لأنه استعراضي!!، وكأنه برنامج رياضي لأنه بقي سطحيا!! ذلكم هو برنامج الأمان الأسري الذي نسمع به ولا نرى إلا استعراضا شخصيا إعلاميا متلفزا ومطبوعا لمديرته التنفيذية، وأسس ليعالج مشكلة اجتماعية خطيرة جدا تتمثل في العنف الأسري ولا زالت هذه المشكلة في تزايد كبير وأرقام مخيفة رغم علاقة هذا العنف الأسري بكل أمر خطير في مستقبل مجتمعنا وليس أخطر من الجنوح للإرهاب!!
هذا البرنامج منذ ولادته القديمة، قياسا بالعمر الافتراضي للإنجاز، عانى من عدم التخصص فمثل هذه المهمة تحتاج إلى إدارة متخصصة في علم الاجتماع وذات خبرة طويلة في التعامل مع المشاكل الأسرية والاجتماعية ولديها روح القيادة الإدارية لكن هذا لم يحدث فبقي البرنامج مجرد لوحة زينة!!
لدينا مشكلة كبيرة جدا في أمر بعض المشاريع الوطنية أو المؤسسات التي يتم تأسيسها بهدف معالجة مشكلة معينة خطيرة يعاني منها المجتمع، فهذه المشاريع أو المؤسسات رغم أهميتها ورغم أنها تدعم ماليا بملايين الريالات إلا أن تسميتها (وأقول تسميتها فقط) تجعلها بعيدة عن أعين الرقابة والمتابعة والتدقيق سواء في إنتاجيتها وقيامها بدورها أو حتى في أوجه الصرف المالي والأداء الإداري وتحقيق الأهداف.
تلك المشاريع الوطنية الهامة جدا هي في الواقع مؤسسات لا تقل في أهميتها والدور المتوقع منها وأوجه صرفها عن مؤسسات كبرى في الدولة لكن مجرد تسميتها بـ(برنامج) يجعلها بعيدة عن أعين المراقبة والمتابعة لا من حيث تحقيق الأهداف وتحقيق الإنجازات ولا من حيث أولويات الصرف وأوجهه ولا الدقة في التخصص والتعيين.
لا بد من وقف هذا البرنامج فورا وإعادة هيكلته بحزم وتحويله إلى مؤسسة حكومية لها طابع التخصص وضخها بالمتخصصين والمتخصصات في الشأن الاجتماعي ومحاسبتهم بما يوازي أهمية دورهم في معالجة مشاكل العنف الأسري وتزايد الطلاق وضياع الأطفال وإهمال الوالدين وتفكك الأسر وانتشار السلوكيات الخطيرة للأولاد والبنات المفتقدين للاستقرار الأسري والتوجيه الأبوي.

رأي واحد على “هذا «البرنامج» يحتاج إلى حزم!!

  1. السلام عليكم
    شكرا على هذا المقال الرائع
    فعلا اقدر اقول ٩٩٪ من البرامج تصبح ملك للذين يديرونها و لا توجد محاسبه مهنية للقائمين عليها.

اترك رد