منعنا الخمور ولنمنع غيرها

مشكلتنا أننا ننسى كثيرا ونجامل أكثر، لقد نسينا وبسرعة الوفيات التي سببتها تلك المشروبات التي تسميها مصانعها ودعاياتها بمشروبات الطاقة، وهي في واقع الحال خليط من مواد خطيرة جدا على المخ والكبد والكلى، ويكفي أنها تسببت عندنا في موت مفاجئ لأكثر من ثلاثة شباب في أوقات مختلفة، ويراجع المستشفيات بسبب أضرارها المئات بأعراض تلف في خلايا المخ وفشل في وظائف الكبد والكلى وسرطانات متعددة.

طالبت كثيرا، ولن أتوقف أو أستسلم، بمنع دخول وبيع هذه المشروبات نهائيا، ومنع الإعلان عنها بما يخدع الشباب، وتحقق منع الإعلانات، ولم يتحقق منع الدخول والبيع.

حتى منع الإعلانات لم تلتزم به بعض القنوات التلفزيونية التجارية، وكثف وكلاء هذه السموم الإعلانات في البرامج الرياضية حيث جذب الشباب.

الأعذار تعددت في سبب عدم المنع من الدخول، وجميعها وأكثرها صعوبة يسهل الرد عليه بالحجة إذا وجدت الجدية والحزم والعزم والقلق على أرواح شباب تخدعهم الإعلانات وتنقصهم القراءة ويفتقدون للإطلاع.

كان عذر مسؤول سابق أن وكلاءها يزعجوننا، وعندما يحضر الحزم فلا مكان لمن لا يعنى بمصالح الوطن وأبنائه وساكنيه، أما عذر مسؤول آخر فهو أنها تباع في أمريكا رغم وجود هيئة غذاء ودواء شديدة!!، وقلت له إن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية حدت بأنظمتها من استخدامها كما وعمرا ومكان بيع وخلافه!! فهل لدينا ذات القدرة على التحكم وفرض الإجراءات ومتابعة تنفيذها كما هو الحال في أمريكا؟! وهل لدينا نفس الغرامات عند المخالفة أو حدوث وفاة، والتي تصل لخانة عشرات الملايين؟! بل هل لدينا ذات الوعي في التعاطي مع التحذيرات وذات التقيد بعدم الإعلان؟!.

أما العذر الجديد، فهو أن منظمة التجارة العالمية تزعجنا لو منعناها!!، قلت منظمة التجارة هي ذات المنظمة التي سمحت بفرض ضرائب عالية على التبغ والسجائر، وبالتالي ارتفاع أسعارها في دول أمريكا وأوربا لأرقام كبيرة قطعت دابر شرائها ونحن لم نفعل!!.

ثم قلت: نحن ولله الحمد وبكل فخر نمنع دخول وبيع الخمور وكل ما يحتوي الكحول رغما عن كل منظمات الدنيا؛ لأنه يتعارض مع ديننا الحنيف، ولن نعجز عن تبرير منع تلك المشروبات لضررها المثبت وعدم ضمان الوعي به ودرءا للمفاسد وجلبا للمصالح.


اترك رد