يبدو أن هذا الزمن هو زمن التغريد داخل السرب (زمن تويتر) كمساحة فاعلة للشكوى والتظلم، فالسيد تويتر هو عنتر زمانه و(تويتر شايل سيفه).
بناء على تتبع ومشاهدة تاريخية لتناوب وسائل الإعلام في تولي أدوار التأثير ثم التخلي، فإن النصيحة المخلصة لمغردي تويتر وفرسانه أن يمارسوا نقدهم ومطالباتهم بموضوعية ومصداقية إذا أرادوا أن يستمر تأثيرهم أطول وقت ممكن، وأن لا يصيبهم ما أصاب وسائل إعلامية سادت في التأثير ثم بادت!!.
كانت الوسيلة الوحيد للشكوى ــ أي شكوى ــ أو إيصال معلومة هي الحضور أو تقديم (معروض) أو رفع برقية، ولا تزال هذه الوسيلة قائمة وذات فاعلية، خصوصا في الشكاوى الشخصية والدعاوي الخاصة المعقدة.
عندما جاءت الصحف الورقية السيارة أصبحت قناة شكوى وتظلم ولفت نظر تنبه المسؤول لجوانب القصور، ومارست هذا الدور بقدرات متفاوتة تعتمد على المهنية والتثبت والجرأة في الطرح والاتزان وإتاحة الرأي والرأي الآخر، وجميعها عناصر تحدد درجة المصداقية لدى القارئ، سواء المسؤول أو المواطن والمقيم، بعدها وقبل ثورة البث الفضائي تولت المسلسلات التلفزيونية دورا هاما وحظيت بمتابعة وتأثير، خصوصا منها تلك التي تمزج النقد بالكوميديا، وإن كان بعضها جنح لتغليب التعصب الفكري والاستهزاء ببعض الثوابت مما أفقده مصداقيته وسقط سقوطا ذريعا وأصبح يستجدي المشاهدة.
ثم جاءت القنوات الفضائية وبرامجها الحوارية وما زالت تتنافس تنافسا حميما على كسب المشاهد والبقاء فيها للأصلح، والأصلح الذي يصدق ادعاؤه للمهنية وإتاحة الفرصة للرأي والرأي الآخر، حتى لو كانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طرفا!!.
الآن المغردون في تويتر يتمتعون بفرص الاستقلالية ومراقبة الذات دون رقيب والعبارة المختصرة وتقنية الصورة والفيديو وانضمام المؤيدين بإعادة التغريد وإنشاء الوسم المعروف بالهاشتاق، ولهم تأثيرهم، لكن المتلقي ــ مسؤولا أو مواطنا أو مقيما ــ لديه وزن للأمور وقياس للمصداقية بعقل، فليس كل وسم سيؤثر ما لم يحترم عقل المتلقي، فحذارِ من خسارة المصداقية، وسيبقى (تويتر شايل سيفه).