Site icon محمد سليمان الأحيدب

هيئة بلا ظلم

كان لا يمر أسبوع إلا وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد تعرضت لاتهام بارتكاب إحدى دورياتها أو أحد منسوبيها لاعتداء على مواطن أو مقيم في بعض وسائل الإعلام، خصوصا بعض البرامج التلفزيونية التي لها موقف سلبي مسبق الصنع من الهيئة، وعدم استعداد لإنصاف المتهم من أفرادها، ولعل أوضح الأمثلة حادثة البريطاني الذي تهجم على أفراد الهيئة ورفض إبراز هويته لرجل الأمن وأظهر تلفزيونيا على أنه المظلوم (أتمنى إعادة التحقيق في القضية التي ظلمت فيها الهيئة أعضاءها!!).

مرت عدة أشهر وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم تتعرض لأي تعريض!!، ولم تشن عليها أية حملة اتهامات، رغم أنها استعادت نشاطها وهيبتها أكثر من أي وقت مضى!!، وهو ما يدل على أن هذا الجهاز الحساس الهام كان مخترقا من الداخل، وكان يتعرض لنيران صديقة!!.

حتى أحد أهم إنجازات الهيئة على الصعيد الاجتماعي، وهو محاربة الابتزاز بستر وحكمة وإنقاذ لضحاياه، شكك فيه بعض الإعلاميين بالقول ظلما وبهتانا إن قضايا الابتزاز مفبركة ومبالغ في أرقامها!!، وأتمنى أن نسمع اعتذار من قال بهذا الافتراء، بعد أن أعلن رقم ساخن لتقبل بلاغات الابتزاز، وبعد أن تنوعت حوادثه وأطرافه!!.

القنوات الفضائية والأقلام التي كانت تحارب هذا الجهاز الحكومي الهام لم تكن تنتقده نقدا موضوعيا؛ مثلما تنتقد الشرطة أو المرور أو الأجهزة الرقابية المشابهة كالبلديات ومراقبي التجارة!!، بل كان نقدا يستهدف استمرار الجهاز نفسه، ويطالب بإلغاء الجهاز، دون اعتبار لكونه جهازا يمثل شعيرة دينية أساسية أخذ هذا البلد الأمين على عاتقه القيام بها.


Exit mobile version