مقترح أمني جربوه

تجربة المجمعات السكنية الكبرى مع دوريات الحراسة الأمنية الصغيرة التي تجوب المجمع لرصد كل حركة، تجربة جيدة وناجحة تشجع على محاكاتها في جميع أحياء المدن الكبرى وحتى القرى، بحيث يكون ثمة سيارة جيب صغيرة تجوب الحي ليلا ونهارا ومهمتها تقتصر على المراقبة والتحقق والمساءلة ثم تبليغ الشرطة واستدعاؤها عند حدوث اشتباه أو شك أو مواجهة مشكلة حقيقية!!.
دوريات الحراسة الأمنية هذه لا تحتاج إلى توظيف أفراد عسكريين مدربين أو برتب عسكرية بل هي وسيلة لتوظيف الشباب وحتى الشياب وخلق وظائف مفيدة تستوعب العاطلين وتوجد لهم فرص عمل وتدعم الرقابة الأمنية في الأحياء وبالتالي المدينة والقرية وتوفر على الدوريات الأمنية التجوال والدوران وتقصر تركيز دوريات الأمن على مباشرة الحالات المؤكدة والتعامل معها بتفرغ وتركيز عال.
الأمر لا يحتاج أكثر من سيارة جيب صغيرة مجهزة بوسائل اتصال لاسلكية وجوال وضوء أمني متحرك وشخصين لكل دورية وربما لا يحتاج أكبر حي في مدينة كبرى لأكثر من دوريتين على مدى الأربع وعشرين ساعة.
الرقيب هو هيبة الأمن الوقائي الأولى، وليس من يباشر الحادث، خصوصا في هذا الوقت الذي أصبح فيه الشك والمساءلة والتبليغ من قبل سكان الحي أمرا نادرا جدا لعدم معرفة بعضهم ببعض مما ترك مجالا للصوص لسرقة أثاث منزل نهارا جهارا أمام مرأى جار يعتقد أن جاره قرر الرحيل أو بيع الأثاث.
في السابق وعندما كانت مساحة الأحياء محدودة يمكن الدوران فيها وتغطيتها مشيا على الأقدام كان العسس يمثلون هيبة الرقيب رغم عدم حملهم أي سلاح باستثناء عصا أو (عجرا) وصفارة، وبعضهم كان من كبار السن أو ضعاف البنية لكن مجرد تبادلهم للتواصل بإطلاق صوت الصفارة يشكل هيبة لهم جميعا وللحي ورادع لكل من تسول له نفسه القيام بعمل مشين أيا كان!!.
دوريات الأحياء المقترحة ما هي إلا صورة من صور العسس المطورة بتقنية حديثة للتواصل والسير والانتقال وأعتقد أنها جديرة بالتجربة.

اترك رد