رمضان فعلا يحتاج لـ «ساهر»

تجاوز حدود السرعة، وأسرع كثيرا جدا في الرحيل، بصورة لم تفت لا على صغير ولا كبير فالكل يعجب من سرعة مرور أيام هذا الشهر الكريم الذي ما أن دخل وبدأنا في تبادل التهاني بدخوله حتى دخلت عشره الأواخر وكأن يومه ليس بأربع وعشرين ساعة!!.
مر سريعا جدا هذا الشهر الفضيل، لأننا ولله الحمد نعيش نعمة رخاء وأمن وأمان نسأل الله أن يديمها على هذا البلد الأمين وأن يعم بها كافة بلاد المسلمين، فمن دلائل النعم العظيمة التي ينعم بها هذا الوطن المرور السريع للأيام والأيام لا تمر سريعا على من يعاني خوفا أو مرضا أو جوعا (من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا)، وعلى من تعجب من سرعة مرور اليوم عليه أن يتذكر من يعاني خوفا أو مرضا أو جوعا فتمر عليه الدقيقة وكأنها يوم واليوم بشهر أو سنة!.
لعلها الصدفة التي ربطت المرور السريع للمركبة بتسمية نظام رقابة وعقوبة المرور الشهيرة بمسمى (ساهر) مع أن الرصد والعقوبة تتم ليلا ونهارا، لذا فإن القول بأن رمضان الكريم يحتاج فعلا لـ (ساهر) لا تعني (ساهر) الرصد للعقوبة إنما (ساهر) الرصد للثواب، فكم نحن في أمس الحاجة لاستغلال ليالي هذا الشهر الكريم في السهر للصلاة والتلاوة وحمد الله على نعمته التي إن نعدها فلن نحصيها، فنعم الله علينا وعلى وطننا كثيرة وعظيمة و لعلنا نشعر بها اليوم أكثر من أي وقت مضى خصوصا ونحن نرى أحوال غيرنا في بلاد قريبة وبعيدة وبأصناف المصائب والمحن والحوادث والفتن.
إن من أسرار أمن ورخاء هذا الوطن تمسكه بشرع الله وعمارة المساجد بالصلاة والتلاوة والدعاء في رمضان وغير رمضان، لكن الصورة الرائعة الإيمانية التي تتجسد في حرص وحفاظ الأسر رجالا ونساء وأطفالا على صلاة التراويح وقيام الليل وارتفاع أصوات التلاوة والدعاء في كل حي وحارة سمة عظيمة يجب أن نحافظ عليها ونحميها من ظالم يمنع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ويسعى في خرابها بأي صورة كانت سواء بتخويف أو إرهاب.

اترك رد