الاحتياط عند استسلام الإرهابي

عندما استشهد عميد وجندي وأصيب عقيد في حادث تفجير إرهابي لنفسه وهو يوهمهم بالاستسلام، كتبت مذكرا بضرورة اتباع إجراءات احترازية لا تفترض الثقة مطلقا في الإرهابي وتحافظ (بإذن الله) علي سلامة رجال الأمن، كأن يطلب من مدعي الاستسلام أن يخلع ملابسه وينبطح أرضا وأن تطارد السيارة المشكوك فيها عن بعد حتى تصل طائرة عمودية وتحذرها عدة مرات ثم تفجرها قبل أن تصل إلى مركز حدودي أو تقترب منها الدورية.
هذه الاحترازات والحيطة معمول بها في كثير من دول العالم التي تعرض رجال الأمن فيها لغدر المجرمين وبالتالي خسارة عناصر من رجال المباحث والشرطة، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية التي سنت قوانين ومنحت رجل الشرطة حق المبادرة بإطلاق النار عند أي شك في تعريض حياته للغدر من قبل المتهم.
صحيح أن لهذا الحذر عيوبه التي شهدتها أمريكا تحديدا عندما يبالغ رجل الشرطة في الخوف أو الشك، فقد يذهب ضحيته متهم بريء، مثلما حدث في قصة واقعية لمتهم أطلق عليه رجال الشرطة النار داخل منزله عندما داهموه وهو في دورة المياه معتقدين أنه يحمل مسدسا بينما كان يجفف شعر رأسه بمجفف الشعر، وهي القصة التي تحولت لفلم هوليود مؤثر حيث اتضح أنه شاب صالح بريء.
وفي أمريكا أيضا أسيء استخدام قوانين الحذر تلك في قتل متعمد لأبرياء سود لأسباب عنصرية، لكن الحذر يبقى مطلبا، خاصة في حالات الإجرام المؤكدة مثل استسلام إرهابي أو التعامل مع متسلل يرتدي حزاما ناسفا أو مباشرة شخص بلغ عنه أحد أفراد أسرته بلاغا مؤكدا بخطورته، مثلما حدث مع قاتل والده، فعند مداهمته وفق البلاغ يفترض أخذ الحيطة من غدره وتجنب رؤيته للمبلغ عنه (والده) ومطالبته بالخروج عن بعد وتحذيره وعدم منحه فرصة رؤية أهداف واضحة لتكون الرصاصة الوحيدة التي تنطلق هي تلك التي ترديه قتيلا بمجرد رؤية سلاحه.
رجال أمننا البواسل: أرواحكم غالية علينا وخسارتها موجعة لنا مفرحة لهم فكونوا أكثر حيطة وأكثر حذرا وأقل ثقة بهؤلاء.

اترك رد