هياط اكسبرس

يبدو جليا أن مشكلتنا مع الخدمات التي يفترض أنها حديثة ومتطورة وتقدم بمقابل مادي كبير أننا نتعامل مع مقدم الخدمة بأسلوب فيه الكثير من التساهل والتسامح وربما الضعف أو المحسوبية ومحصلة هذا كله أمن للعقوبة وبالتالي إساءة أدب تقديم الخدمة.

تصور أن خدمة التسليم السريع التي انتشرت عالميا وتقدم في دول متقدمة وأخرى نامية أو متخلفة بنفس الجودة والحرص لأنها وسيلة عالمية، تقدم لدينا تحديدا بكل استهتار وإهمال وشهدت حوادث أليمة ومتكررة نتيجة عدم احترام الطرف الثاني (المستقبل) وعدم حرص الطرف الأول المرسل!!.

أرجو أن لا يقول أحد بأن المواطن له دور لأنه لا يبلغ عن القصور فقد حدث لي منذ عامين ثلاث حالات من تقصير ثلاث شركات بريد سريع أو توصيل سريع عالمية مشهورة وبلغت عن كل الثلاث حالات للمرسل وللشركة ولا زال الاستهتار مستمرا!!.

أحد حوادث الإهمال والاستهتار حدث قبل عامين من شركة تسليم سريع تتولى تسليم البطاقات الائتمانية البنكية لأحد أشهر وأعرق البنوك السعودية الأجنبية المشتركة فقد اتصل بي مندوب الشركة وأخذ عنوان المنزل ووصفه كاملا وواضحا ووعد بالتسليم خلال يومين (هذا في حد ذاته تخلف) ولكنه لم يتصل ولم يحضر ولم استلم البطاقة وسافرت بدونها!!.

قمت بتبليغ أعلى سلطة في البنك مع صورة تأكدت من وصولها لرئيس مجلس الإدارة قلت فيها إن شركة التوصيل هذه لا تليق ببنك عريق مشهور، وجاء تجاوب إدارة البنك بالشكر والتفاعل والوعد بالويل والثبور للشركة!!.

هذا العام حدث نفس الشيء تماما ومن نفس الشركة اتصال، أخذ الوصف، ثم انقطاع تام وعدم رد على الهاتف، ثم إعادة البطاقة للبنك وسفري بدونها!!.

لا أظن أحدا نسي حادثة ضياع جواز سفر شاب سعودي مرسل من السفارة الأمريكية بعد حصوله على التأشيرة، وتسبب ذلك في حرمانه من البعثة الدراسية وضياع مستقبله.

تريدون ما يضحك، وهو من شر البلية؟!، إحدى شركات البريد (السريع) اتصلت علي بخصوص إرسالية أرسلها أحد القراء بعد أربعة أيام من تاريخ الإرسال تطلب وصفا لمقر عملي لتسليم الإرسالية، قلت لهم: في مستشفى الملك فهد للحرس الوطني في خشم العان، فسألني الموظف قائلا: «طيب فيه حوله معلم مشهور مثل مطعم أو سوبر ماركت؟!»، قلت: «نعم حوله سيارة ساهر.. لا تسرع !!».


اترك رد