دعاة نجوم! وقنوات تستفز

يبدو أننا نعاني فراغا كبيرا أو تفريغا عميقا تستغله قوى الشر والإرهاب والتطرف، هذا التفريغ الخطير سببه انشغال الدعاة الجدد بالنجومية وجمع المتابعين في (تويتر) ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى عن واجبهم الأهم وهو توجيه وتوعية النشء والشباب بأمر دينهم وخاصة في المفهوم الحقيقي للجهاد وتوضيح المتشابهات ودحض حجج وادعاءات من يمارس التغرير بصغار السن والكبار، تماما مثلما حدث منذ سنتين عندما استهوت بعض الدعاة الجدد دعاية (ببلي) (لمعرفة وجهة نظري التي لا أفرضها طالع إن شئت مقالي في هذه الجريدة بعنوان ببليكم بلوى يا أشباه الدعاة في الاثنين (٢٢/٤/٢٠١٣م)، في الوقت نفسه واكب هذا التقصير من بعض الدعاة ممارسة قنوات فضائية محسوبة علينا ومقدمي برامج سطحيين وممثلين أقرب للمهرجين وبعض من الكتاب لاستفزاز الشباب في أمر دينهم والإساءة لثوابت وأمور لا خلاف فيها، هذان العاملان تقابلا فأحدثا عصفا أو (عاصوفا) أحدث الفراغ الذي استغله الإرهاب.
وحدها وزارة الداخلية السعودية التي نجحت في محاربة الإرهاب بشتى صوره ومصادره، لأنها نهجت نهجا سليما ومخلصا وذكيا جدا، وإنجازها الجديد لم يقف عند حد اكتشافاتها الأخيرة التي أحبطت مئات المخططات لزعزعة الأمن وإزهاق الأرواح وقتل الأبرياء، بل مر الإنجاز وهو في طريق النجاح على إنجاز إضافي لا يقل أهمية وهو إثبات ما ذكرت آنفا من أن الدعاة الجدد انشغلوا عن واجباتهم بنجومية (تويتر) والإعلام والقنوات وبعض الأقلام مارست استفزازا لا تحمد عقباه.
إذا أردنا أن نصحح الوضع فلا بد من أن يتفرغ الدعاة جميعا لواجبهم الدعوي ويستغلوا علمهم ومتابعتهم المليونية في توضيح الشبهات ونصح الشباب وتوعية المجتمع تماما مثلما فعل علماء المناصحة خلف الكواليس وبحثا عن الأجر، وأن نوقف عبث السفهاء ممن همهم السخرية من أمور دينية وعلوم شرعية يجهلونها والإنسان عدو ما يجهل.

اترك رد