يعجبني كثيرا في حضوره الذهني واستدلاله بالأحاديث وآراء علماء الشرع مما يشير لوجود رصيد من علم شرعي لا أستطيع تقييمه لأنني لا أملك أدوات تقييم العلم الشرعي، (حدي أقيم العلم الصيدلاني وعلم الأدوية والسموم)، له مشاركات تلفزيونية وآراء وحجج وطريقة عرض تعجبني، لكنني أيضا لا أستطيع تسميته شيخا لأنني لم أعرف بعد المعايير والمقاييس التي بناء عليها يمكن إطلاق لقب (شيخ) على الشخص!!، إذا كان للحية دور فهو ملتح لكنني لا أعتقد أن اللحية وحدها تكفي للحصول على اللقب فلابد أن يكون الشخص عالما بل من الراسخين في العلم الشرعي وعميقا في علوم الفقه بما يؤهله للفتوى، ومعايير أخرى لا أعرفها جميعا ولا أملك القدرة على القياس بها والحكم بناء عليها.
شباب الجيل الحالي، المشهور بالنكتة والتعليقات الساخرة، إذا شكوا في (مشيخة) شخص، أي حقه في تسميته بالشيخ، يقولون: فلان هل هو شيخ فعلا أم مجرد (شيخ دخل) وهو قائد نوع من العصافير المهاجرة.
كان يقدم نفسه في الأحاديث الجانبية على أن له دورا ومشاركة في جلسات المناصحة والمحاجة، وإن صح ذلك فمثل هذا لابد أن يجمع بين العلم والقدرة على الإقناع ووزن الكلام وقبل ذلك وبعده وزن المواقف وتحديد موقفه.
قابلته في مناسبة فإذا به يبادرني بما يشبه المزح قائلا: أراك دائما في كتاباتك شديدا في تأييدك للإسلاميين!، قلت كلنا مسلمون وأنا أؤيد الإسلام وأرد على من يحاول المساس بثوابت الدين أما الإسلاميون فتصنيف يعني أن بيننا غير إسلاميين وإن صح فواجبنا تفنيد ادعاءاتهم.
أصبح أكثر جدية وقال (انتبه والله وتا الله إنهم يصفقون لك ثم لو حدث منك زلة أو لم يعجبهم لك جملة انقلبوا عليك! أنا جربتهم)، عندها شعرت بأنه هو في حاجة لمناصحة فقلت: ولماذا يهمك تصفيقهم ليكن هدفك إرضاء ربك وقل واكتب ما يرضيه عنك، واثبت على ذلك، ومالك وتصفيق أو استهجان جماهير الفريقين؟!.
يردد كثير من أدعياء الليبرالية الإقصائيين الذين لا يقبلون مخالفا لهم مثل هذه الظنون والشكوك بأن من يخالفهم إنما يبحث عن جماهيرية وتصفيق، ولا يجب أن يكترث لهم أحد فهي حجة العاجز، أما أن يصل الأمر أن تأتي ممن يصنف نفسه شيخا فأكبر دليل على أنه (شيخ دخل).