زوبعة فنجان الجمارك

ليس من مصلحة الوطن أن تتحول قضاياه إلى زوبعة في برامج متلفزة وعناوين صحفية ثم تخمد الزوبعة والمشاكل مستمرة دون حل ولا حتى تحسن!، فهذا الوضع يريح المسؤول عن القصور ويخدمه ولا يخدم القضية، بل يحبط المشتكي وقد يضره وظيفيا بعد أن يتعرض لتوبيخ و(استقعاد) ترافقه عبارة (خل الإعلام ينفعك).
عموما نحن نريد من الإعلام أن ينفع الوطن ويكون عينه التي يبصر بها وأذنه التي يسمع بها ولا نضمن أبدا أن يكون يده التي يضرب بها!، ولكن على أقل تقدير لا نريد أن يكون الإعلام يدا تضرب المشتكي! أو تحبطه.
أذكر أن برامج عديدة، منها برنامج (الثامنة) وبرنامج (الرئيس)، طرحت بإسهاب شكوى من صغار موظفي الجمارك مرتبة وظيفية (وهم كبارها دورا وأهمية)، سواء منهم رجال التفتيش في المنافذ والموانئ أو سياس كلاب الشم وغيرهم من العاملين في الميدان، والذين هم، بتوفيق الله، الدرع الواقي والجدار الحائل دون دخول الممنوعات التي تهدد أمن هذا الوطن، كالأسلحة والمتفجرات، أو تهدد عقول شبابه، كالمخدرات والمسكرات، وكانت شكواهم تتمحور حول مشاركة بعض الإداريين لهم في نسبة من المكافأة دون بذل أي جهد ميداني، وشكوى السياس من عدم العلاج أو التعويض عند تعرضهم للعض أو الإصابات، وشكوى من سوء السكن أو عدم تأمينه أصلا، وشكاوى أخرى كثيرة أوردها موظفون شاركوا في البرامج علانية أو متصل كان يروي معاناته وهو خائف يترقب.
تلك كانت زوبعة إعلامية جاءت لها صولات وجولات ثم خمدت وأفلت، وصحفيا أنا لا أحب الأفلين ولا أقبل بنسيان مطالبة لم تقفل بحلول تفيد وطني ولا أريد أن تكون مجرد زوبعة في فنجان الجمارك، وأطالب بإعادة فتح ملفها، خصوصا أن من أقابلهم من الموظفين السابقين ينطبق على فنجانهم قول نزار (جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب، فنجانك دنيا مرعبة.. لكني لم أقرأ أبدا فنجانا يشبه فنجانك).

اترك رد