Site icon محمد سليمان الأحيدب

شاطرين على «السكيورتي»

لن أدافع عن رجل الحراسات الأمنية الصناعية المشهور بـ(السكيوريتي) الذي دفع خمسينيا فأوقعه من فوق مدخل أحد البنوك في مقطع أثار تعاطف مواقع التواصل الاجتماعي، فحاشا لله أن أدافع عن مثل ذلك الفعل المشين في حق شخص مسن، وهذا التعاطف المستحق وصل حد اعتبار فعل رجل (السكيوريتي) البدين فعلا مع أن الواقع أنه ردة فعل لفعل سابق لم نشاهد منه إلا اندفاع المسن نحوه مرددا (لا تتكلم علي كذا.. ما نيب أصغر عيالك).

الذي أريد أن (أدفع به) غير (مدافع عن الفعل المشين) هو سرعة تجاوب وتفاعل كل الجهات المعنية و(غير المعنية) بمعاقبة رجل (السكيورتي) في إنزال أشد العقوبات به، بل أقصاها وهو الفصل من الخدمة دون محاكمة عادلة، بل دون البداية في المقاضاة أصلا!!.

تخيل، حتى البنك، الذي هو أصلا مستأجر لخدمة الحراسة من شركة متعهدة بالخدمة أعلن على الفور فصل موظف الحراسة الذي لا يتبع له أصلا!!، وكل من له علاقة، ومن ليس له علاقة بذلك الموظف (الذي لا أدافع عنه) أعلن فصله! وأعلن معاقبته! وإيقافه! كل حسب العقوبة التي يتمناها بصرف النظر هل يملك حق تنفيذها أم لا!!، ناهيك عن عدم بدء محاكمة عادلة للموظف!.

صراحة فإن تسارع إعلان العقوبات ضد موظف (السكيوريتي) لم أجد وصفا له أبلغ من وصف عادل إمام لحالته عندما لم يدفع أجرة (الأوتوبيس) في مسرحية (شاهد ما شاف حاجة) حين قال: (الكومسري يضرب والرجالة تضرب والستات تضرب وعيال صغيرة تعمل حاجات غريبة وتضرب!).

لماذا يا جماعة أجمعتم هذه المرة (وأقصد الجهات المعنية وغير المعنية) على سرعة عقاب الموظف؟!، هل فقط لأنه (سكيورتي) ضعيف؟!، لقد نقلت لنا مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الإلكترونية والورقية حوادث ضرب، أذكر منها: طبيب كسر أسنان خمسيني وأدخله العناية المركزة ونشرته (سبق) موثقا، و لايزال يحرر صفحة طبية، وموظف الخطوط السعودية الشهير الذي ضرب راكبا وسبه، وصاحب (رح اشتر)، والطفل المشجع حامل القميص النصراوي الشهير الذي جلد جلدا بسبب قميص، وفي كل تلك الحالات كان المعتدي موظفا ولم يفصله أحد!!.

أكرر، لا أدافع عن ردة فعل رجل (السكيورتي) لكن يسوؤني جدا الاستقواء عليه من كل الجهات رغم أن مشكلات هذه الفئة من الموظفين السعوديين مع الشركات الأمنية ومع صندوق الموارد البشرية ومع التأمينات الاجتماعية ووزارة العمل ومع الشباب والمجتمع بأسره تطرح منذ سنوات ولم يفصل أحد!!.


Exit mobile version