لكل منبره ولكل موقفه ولكل أولوياته، ومواقع التواصل الاجتماعي منبر مشترك للكل، يطل منه كل فرد ويرمي بما في جعبته و ينضح كل إناء بما فيه.
أثبتت المواقف والإطلالات أن المواطن الداعية ذي المنطلق الشرعي الديني أنفع للوطن وللمجتمع وللأمة و أكثر إيجابية و أخلص موقفا وأكثر دقة في تحديد الأولوية ممن يدعي (ليبرالية) هو أبعد ما يكون عنها.
في منابر الدعاة تجد نصائح مدعمة بأدلة من الكتاب والسنة تحث على توحيد الصف وطاعة ولي الأمر والبر بالوالدين والرفق بالقوارير والقيام بالمسئولية نحو الأسرة واللطف مع الزوجة والأبناء والحث على الصدقة ونبذ الإسراف والتبذير، وتذكير بما نحن فيه من نعمة أمن و استقرار ورغد عيش وكيف نحافظ عليها بشكر النعم وعدم هدرها، ونصح وحث على إطعام البائس والفقير وكفالة اليتيم والرفق به والحفاظ على ماله، ونشر للأدعية والأذكار الواردة في سنن المصطفى عليه أفضل الصلاة وآتم التسليم ودعوات للصلاح وعدم الإفساد في الأرض، وتذكير بعظم أمر قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، وفضل القصاص وفضل تطبيق أحكام الله في المجرمين في حفظ الحياة والأمن، وتذكير بعظم أمر الدفاع عن الدين والوطن والإستشهاد في سبيل ذلك، ومنزلة من قتلوا في سبيل الله وطمأنة ذويهم وعزاء كل من أصابته مصيبة وصبر وفضل الصبر على المصاب، وغير ذلك من ذكر ونصائح لها مردود إيجابي في الحفاظ على مجتمع متماسك، صالح، صحيح نفسيا، وعناية بأهم الأولويات من منطلق شرعي وليس سفائف أمور من تقليد غربي كما يفعل بعض أدعياء الليبرالية.
لقد شهدنا الجمعة الماضية كيف ركزت خطب الجمعة على نبذ مظاهر الإسراف وهدر الموائد والتباهي بالهدر والهياط، بل هذا الأسبوع كله رأينا مواقف منابر الدعاة في ( تويتر) وغيره من أمر الهدر و (الهياط) وقبل ذلك من تأييد لتنفيذ أحكام الله في المفسدين وقبله بتشجيع أبطال الحد الجنوبي والتذكير بفضل ثباتهم وأجر تحملهم لمشاق البرد والفراق ومنزلة الشهداء.
على الجانب الأخر لدى أدعياء الليبرالية تجد في منابرهم بعدا عن هموم الوطن وأولياته وتركيزا على أمور بعضها سطحي هش أقل ما يقال عنه أنه (سخيف)، وبعضها مقبول الأهمية لكن ليس في التوقيت المناسب وبعضها مدعاة للسخرية، فهذا يريد حضور نساء لملعب كرة وذلك مطلبه دور سينما وثالث همه أن تقود المرأة السيارة وكأنه انجاز العصر أو مطلب غالبية النساء، وآخر همه إلغاء جهاز الهيئة وأخرق أو خرقاء يعتبر المفسد في الأرض وقاتل النفس معبرا عن رأي! متجاهلا حق الأرواح التي أزهقها ومشاعر ذويهم وحقوق الإنسان في أن يبيت أمنا في سربه!، فيا عجبا من هؤلاء ويال إعجابنا بأولئك وكفى.