رحم الله من أهدى إلي عيوبي، مقولة خالدة أكد عليها قائد هذه الأمة والأدرى والأحرص على هذا الوطن، وعلينا جميعا أن نتعامل بمفهومها ونطبقه في حياتنا، خاصة حياتنا العملية التي لا تخص المسؤول وحده، بل تعني الجميع.
وزير الصحة المهندس خالد الفالح مبعث تفاؤل بتطبيق نهج إداري حديث وقيادة إدارية محنكة، مثل تلك التي تعلمها في (أرامكو)، لكن ذلك لا يغني عن سماع آراء المتخصصين في المجالات الدقيقة، خاصة أولئك الذين يقبعون خارج الوزارة، سواء في الجامعات أو المستشفيات أو هيئة الغذاء والدواء، ذلك أن قدامى وزارة الصحة قد أعطوا كل ما لديهم ولم يتبق عندهم شيء، كما أن بعض من جاؤوا معه من (أرامكو) ليست لديهم الخبرة الكافية في العمل الحكومي بل ربما لم يمارسوه مطلقا، وبالتالي فإن العمل في قطاع حكومي مثل وزارة الصحة يستوجب محاولة تطبيق نظام (أرامكو) ولكن بأدوات لديها الخبرة في العمل الحكومي وأنظمة القطاعات الصحية الحكومية.
خذ على سبيل المثال لا الحصر، قرار وزير الصحة بفرض صيدلي سعودي على الصيدليات الأهلية يتولى عهدة الأدوية النفسية أو الأدوية المراقبة بصفة عامة، هذا قرار يستحيل تطبيقه كون الكوادر الصيدلانية الوطنية شحيحة جدا وتتحدث الإحصاءات عن نصف قرن من المخرجات الحالية ليكتفي الوطن من الصيادلة السعوديين في المواقع الحساسة جدا، ووزارة الصحة نفسها أكثر من يعاني من شح الصيادلة السعوديين، فكيف سيطبق هذا القرار؟! ومن سيلتزم به؟!.
الواقع يقول ألا أحد سيطبقه وما تم تطبيقه كنتيجة للقرار هو استغلال ملاك الصيدليات الأهلية لهذه الفرصة الذهبية للامتناع عن توفير الأدوية النفسية والأدوية المراقبة كونهم أصلا يتحينون الفرص لعدم توفير الأدوية الرخيصة وتلك التي تحتاج إلى جرد وصداع وليس فيها فرص عروض مجانية (بونص)، هذا التقصير كتبنا عنه كثيرا وفضحنا صوره دون مجيب.
أيضا كتبنا عن سلبيات القرار وما أدى إليه امتناع الصيدليات عن توفير الأدوية النفسية من انتكاسات للمرضى النفسيين، لذا آمل من معالي الوزير أن يلتفت إلى مثل هذا الأمر.