يا وزير الصحة إعدلوا هو أقرب للتقوى .. الفريق الصحي سواء فلا تستثنوا الأطباء

أجزم أن معالي الوزير توفيق الربيعة قد لمس عن قرب خلال عمله في وزارة الصحة، وأنه كان يعلم قبل ذلك كمراجع أو مرافق لمريض أو قارئ ملهم الحقائق التالية:

١- الرعاية الصحية عمل جماعي لفريق من عدة تخصصات لا يقل دور أي منهم عن الآخر ولا يزيد ولا غنى لواحد منهم عن بقية الفريق والطبيب لم يعد يعمل وحده أو حتى يملك قراراً وحده دون الرجوع لعمل فني مختبر(فحوصاته تقود للتشخيص) وفني أشعة (صوره تحدد العلة ومكانها وتقود حتى إجراء الجراحة) وممرض (يقوم بكل أدوار الرعاية السريرية وفحص المؤشرات وتثبيت أنابيب الحقن والسحب والإجراءات المتعلقة بكل تخصص) وصيدلي (ملم ببحر متلاطم من علم دوائي واسع يشمل تفاعلات أدوية مع بعضها وتعارض بعضها مع المرض وتعارض بعضها مع عجز عضو كالكبد والكلى وجرعاتها وتفاعلاتها وسميتها المميتة وأثارها الجانبية وتحضير المحاليل الوريدية الدوائية بقدر حسّاس وخطير ومميت لو أوكل لغير مختص) وأخصائي علاج طبيعي (هو أساس نجاح أو فشل كثير من التدخلات الجراحية والعلاجية) وأخصائي تغذية (لا تنجح رعاية ولا علاج ولا حال مريض دون تدخلاته) وغيرهم من فنيين وأخصائيين لا يتسع المجال لشمول أدوارهم.

٢- تمييز فرد من أفراد الفريق الصحي عن غيره سيؤدي إلى تسرب البقية لجهات ودول تدرك تكامل عملية الرعاية الصحية وأهمية جميع أفرادها وبالمناسبة نحن البلد الوحيد، في العالم المتقدم صحياً، الذي يميز الطبيب عن غيره من أعضاء الفريق، والسبب أن القرار ارتجالي يتخذه شخص أو عدة أشخاص يعتمد على تأثره الشخصي بمن يحتك بهم فقط ولا يحيط أو يحاط علما بمن لا يراهم من الفريق الصحي، بينما في البلدان المتقدمة الأخرى تقوم النقابات والجمعيات وأحيانا الإضرابات بلفت النظر لأهمية من يُغَيب الجهل أهميته، مما أدى إلى انتشار مقولة: الرعاية الصحية كالساعة لا يرى منها إلا عقرب الساعات والدقائق (الطبيب والممرضة) بينما تقوم التروس الخفية بالعمل الأهم وهو تحريكهما دون أن يراهم أحد) لكن القرار هناك تتخذه لجان تدرك أهمية توقف التروس عن العمل!.

٣- بعض التدخلات الجراحية والطبية أصبح يقوم بها جهاز الإنسان الآلي (الروبوت) لكن ذلك لا يلغي أهمية الطبيب مهما كان التدخل روتينيا، ولا يمكن أن يقبل عاقل بالقول أن الروبوت سيغني عن الطبيب! وأخشى أن يأتي من يقول (يلغى بدل السكن باستثناء الإنسان الآلي، لأنه أجري له عملية بالروبوت!).

٤- الزمن الذي كان فيه الطبيب يشخص الداء ويصرف الدواء ويعطي الحقنة، زمن ولى منذ خمسين سنة أو تزيد وكان زمن له ضحاياه اللذين دفنوا مع خطأ المرحلة المتخلفة والأمم الطموحة تتقدم لا تتخلف! وعبارة (إلغاء بدل السكن باستثناء الأطباء) ستعيدنا ٥٠ سنة للوراء.

٥- تذكرت د. توفيق الربيعة (وزير الصحة) بل تذكرت كثير من أعضاء مجلس الوزراء وأنا أشاهد شاب سعودي (أخصائي أطراف صناعية) يحاول بحماس منقطع النظير انجاح تركيب طرف صناعي لجندي بتر ساقه انفجار لغم ، يحثه و يشجعه ويدربه ويعيد عشرات المرات وزن الطرف ليعيد له الأمل! ثم تساءلت كيف خالف التوفيق توفيق فوافق على تجاهل أهمية هـذا العضو من الفريق؟!.

اترك رد