سحور الوزارات وطاولة الطواويس

عندما تقيم وزارة أو مؤسسة أو هيئة أو حتى شركة حفل سحور أو حفل تكريم أو معايدة تجمع الموظفين، فإن من غير اللائق، بل من غير الأدب، أن تخصص طاولة طعام يجلس عليها فئة من الموظفين، بينما يجلس البقية على طاولات أخرى متفرقة!!.

هذا وربي، ومن واقع تجربة عملية طويلة، أمر محبط لكثير من الموظفين وأمر يثير نعرات وتمييز وتباهي وانكسار لا يقدر المدير (غير الخبير) أثره على المؤسسة كاملة وطيلة فترة قيادته للمؤسسة، وليس تأثيراً وقتياً، لأنه يخلق تصنيفاً مقيتاً في مناسبة اجتماعية يفترض أن يتساوى فيها الجميع، وفي تجمع علاقات زمالة خارج إطار العمل ويفترض أن تذوب فيها الفوارق الوظيفية، بل هي فرصة نادرة  لإزالة الحواجز واقتراب المدير ورئيس القسم والمشرف من الموظفين الأقل رتبة ليفهموهم ويعرفوا نفسياتهم خارج العمل!، لكن تواجد الوزير أو المحافظ أو المدير ومساعديه وشلته منعزلين على طاولة مميزة يخلق فوارق أو تأكيد لفوارق جذورها نشأت في بيئة عمل سيئة.

يخلق تصنيفاً على أساسه يصنف الموظفون بعضهم تلقائياً إلى شلة هم علية القوم وبقية هم القوم الدون وهو تصنيف خاطئ، ويصنف الناس أنفسهم تلقائياً إلى مقرّب وغير مقرّب من قائد المؤسسة وهذا ليس في صالح القائد الإداري ولا المؤسسة!.

بالمناسبة الطواويس اللذين يجلسون على الطاولة الرئيسية هم غالباً ليسوا الأكثر إنتاجاً ولا إخلاصاً ولا ولاءً للمدير ولا للمؤسسة، والموظفون يعلمون ذلك!، وهذا يزيد طين الإحباط بلة.

القائد الإداري الذكي الفذ الواثق من نفسه وقدراته، يستغل المناسبات الاجتماعية للمؤسسة مثل السحور الرمضاني أو المعايدات أو حفلات تكريم الموظفين في أن يزيل كل الحواجز ويوحد طاولات الطعام ويجلس هنا ثم هناك ويتنقل بين الموظفين مبتدئاً بصغارهم سناً ورتبة، ويجعل من الصعب على الحضور التمييز بين المناصب بل من لا يعرفه لا يعرف أنه الوزير!.

 

اترك رد