تابعت بشغف واستمتاع جلسة الاستماع للسيدة الخمسينية الأمريكية كرستين بلازي فورد التي تتهم القاضي كافانو مرشح الرئيس الأمريكي ترامب لرئاسة المحكمة العليا بالإعتداء الجنسي عليها عندما كان عمرها ١٥ سنة وعمر كافانو ١٦ سنة أي منذ حوالي ٣٦ سنة عندما اصطحبها بعد حفلة مراهقين إلى غرفته وأدخلها في حالة سكر وشرع في الاعتداء عليها على مرأى من صديقه، كما تدعي هي أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، فعجبت لحال دول الغرب عموماً وأمريكا على وجه الخصوص في تعاملهم مع التحرش الجنسي، فهم يعظمون أمره ويعتبرونه جرماً عظيماً يحاسب عليه من شاب وهرم ولو ارتكبه في عز مراهقته بأثر رجعي! لكنهم في الوقت ذاته لا يحتاطون منه بمحاولة منع حدوثه بالوقاية من أسبابه.
أمريكا المشهورة والمشهود لها عالمياً بتطبيق أقصى درجات الحيطة في كل شأن قد يعرض مواطنها والمقيم علي أرضها للخطر، وذلك بتطبيق احتياطات قصوى في شأن الطرق والأدوية والأغذية والمواد الكيميائية والكهربية ووسائل النقل ووسائل الترفيه، حتى أصبحت أنظمتها الشديدة في هذه الاحتياطات الأشهر والأقوى عالمياً، لا تحتاط من حدوث الاعتداء الجنسي مع أنها تعتبره جرماً يحاسب عليه بقسوة وبأثر رجعي يعود لزمن الصبا ولو وصل المعتدي لسن الشيخوخة وأصبحت رجله في القبر، وهذا ما حدث فعلاً لنجم الكوميديا الأشهر الممثل بيل كوسبي الذي حكم عليه بالسجن ٣-١٠ سنوات واقتيد للسجن مكبلاً بالحديد أول أمس وقد تجاوز الثمانين ربيعاً أمضى جلها في اعتداءات جنسية على أكثر من ٦٠ امرأة، هن من أبلغن أما من لم يبلغن عنه فمؤكد أنهن أضعاف هذا الرقم.
قبل كافانو وبيل كوسبي حوكم قساوسة وقضاة وفنانين وأعضاء في الكونجرس ورؤساء دول بتهم تحرش جنسي بأكثر من عشرات النسوة!، أي أن التحرش الجنسي مشكلة كبري في أمريكا ودول أوروبا، وتصنف كجريمة عظمى لكن الاحتياط من حدوثها يقع في المستويات الدنيا والدرجة الصغرى، بل أن عادات وتقاليد المجتمع تشجع على التحرش عن طريق تحرر بتفريط وإهمال للمراهقات في أعمار صغيرة (١٤- ١٨سنة) ثم تخرج عجوز لتشتكي أن شيبة اغتصبها حينما كانوا مراهقين! أي بعد أن ذاقت عسيلته وذاق عسيلتها في شبابه أذاقته مرارتها في شيبته! وخرجت هي من المسؤولية كالشعرة من العجينة! دون مرارة! مع أنهم يدعون مساواة المرأة بالرجل!، فأين المساواة في المحاسبة لأمر حدث وهم في سن واحدة واشتراك في فعل الأسباب وربما رضا وشروع من الطرفين؟!.
تلك من غرائب الغرب وأمريكا وتناقضاتهم التي نسأل الله أن يحمي شرقنا الأوسط منها، اللهم حوالينا ولا علينا.