لا ألوم من شنوا حملة على استخدام الأسلحة في حفلات الزواج وغيرها من الاحتفالات، فمقطع الرصاصة وهي تخترق الجدار بين جسدي رجلين كان سيصبح الفيديو الأكثر حزناً ورعباً والأوسع انتشاراً على مستوى العالم لو انحرف الرشاش بضع سنتيمترات يميناً أو شمالاً وسيكون الأبشع على الإطلاق لو انحرف يميناً وشمالاً!، كل ذلك لأن أحدهم يريد أن يرقص حاملاً سلاح آلي رشاش وهو بالكاد يستطيع حمل ذراعه!.
منع مثل هذا العبث أمر مطلوب بحزم وهو ليس بالأمر السهل ما لم تطبق العقوبات التي أعلنتها النيابة العامة فوراً وعلى أكثر من مهايطي في كل منطقة ومحافظة ومدينة حتى لو لم تصب الرصاصة إلا الجدار، فهذا العبث قديم و خطره يعم ولا يخص ويصل إلى أبرياء أمنين لا شأن لهم لا بالرقص ولا بالهياط!.
السلاح الآخر الذي لا يقل خطورة ويحتاج إلى ترخيص هو سلاح التواصل الاجتماعي، تويتر والفيس بوك والواتساب فهذه الرشاشات تطلق الرصاص آلياً أيضاً ويعبث بها مهايطية يطلقون رصاصاتها في كل حدب (لا يقرب لي) وفي كل صوب فيصيب أبرياء يصدقون كل ما يقرأون ولا يتثبتون.
لا تقل لي: الوعي والحصانة ومسؤولية المتلقي عن التثبت، فثمة جهات حكومية وأخرى إعلامية ورسمية طارت في عجة دعاية البعض لأنفسهم عبر تويتر على طريقة جامعة أمريكية تكرم فلان ومنظمة عالمية تحتفي بإنجاز فلانة، وتفوق علانة ممن يعلنون عن أنفسهم دون مرجعية محايدة، وتريد من القارئ العادي أن لا يصدق ما يدّعيه طبيب أو مدّعي طب أو مدّعي تفسير أحلام أو تاجر رقية أو مستورد كمية أعشاب أو ورقيات يريد أن يبيعها على حساب معلومة صحية، فيجعل منه علاج للسرطان أو خافض للسكر أو مقوي جنسي يقوي ألباه و يغلظه!.
رشاش الإعلام يجب ترخيصه هو الآخر ويجب أن يحاسب كل حساب تويتري على صحة ما يرد فيه من معلومات، فهذا الرشاش لا يقل خطورة بل هو أكثر قتلاً وأعم إصابات فانتشاره مهول ورصاصه بعيد المدى وانطلاق رصاصاته مستمر حتى بعد انتهاء الحفلة.
لا يمكن أن أنسى منظر ذلك المريض يلفظ أنفاسه الأخيرة في غرفة العناية المركزة لأن معتوه نشر خبراً بأن زيت الفرامل يزيل البهاق! فاستحم الضحية بعلبة زيت فرامل ولم (يفرمل) البقية إلا نشري لخبر وفاته.