Site icon محمد سليمان الأحيدب

وعاد قلمي لمرفع رأسه

وأقول (مرفع) لأن مسقط لا تليق بالقلم، كفانا الله شر السقوط، وصحيفة “الرياض” التي أعود لها اليوم، لم تكن محطة قلمي الأولى فقد كانت بدايتي، بعد مجلة آفاق الصيدلة، صحيفة “الجزيرة” حيث بدأت هوايتي الصحفية في عهد خالد المالك الأول كمحقق صحفي، ثم شاركت ككاتب في زاوية (هوامش صحفية)، لكن بداية هذه الزاوية (بصوت القلم) كزاوية مستقلة ثلاث مرات أسبوعياً كانت في هذه الصحيفة “الرياض”، بدعوة كريمة من ملك الصحافة الأستاذ تركي السديري -تغمده الله بواسع رحمته- بعد استقالة الأستاذ خالد المالك.

في “الجزيرة” كنا نعمل كفريق عمل سعيد جداً ليلاً ونهاراً، ونعتبر الوجود في مقرها بالناصرية اجتماعاً أسرياً ينافس الوجود بالمنزل، وكان أبو بشار يمضي جل وقته في مقصورة القيادة لا يغادرها إلا للمنزل، وفي “الرياض” الوضع مختلف وأقرب للأنموذج الحديث في الإدارة (اجتماعات دورية للجميع مع رئيس التحرير أقرب لما تعودت عليه في جامعة الملك سعود كمحاضر ورائد لجنة)، وقد أسعدني كثيراً حضوري لأول اجتماع مع رئيس التحرير بحضور جميع أسرة التحرير، وعبرت عن سعادتي بأن أعمل في صحيفة تهتم بهذه الاجتماعات.

كان تركي السديري -رحمه الله- يتنقل بين المكاتب، ويجلس في كل منها بضع دقائق للتحدث والمداعبة رغم هيبته الشديدة وقوة شخصيته، وكان لمروره هذا دور في خلق روح عمل خلاقة، واستمرت هوايتي في إجراء التحقيقات الصحفية، وتحرير الصفحات، ويكفيني من جريدة “الرياض” تحقيق أجريته عن الاستراحات الوسطية في طريق الرياض- سدير- القصيم، وكانت قد صممت لتدخلها المركبة بالاتجاه يساراً لجزيرة وسطية دون مخارج على اليمين، وكان هذا خطر جداً، فأسميناها استراحات الموت واستراحة للأبد، فتمكنت بعد حوار مع وزير المواصلات ناصر السلوم -رحمه الله- صاحب الفكرة ومساعديه المعارضين للفكرة، وأذكر منهم مهندساً جريئاً اسمه عبدالكريم اللحيدان عارض الوزير كثيراً، وحاورت متخصصين، ومواطنين قلقين، وكانت النتيجة إلغاءها، وجعلها بالوضع الحالي (مخارج جهة اليمين على شكل جسور آمنة).

بعد انشغالي بتأسيس مركز الأمصال بالحرس الوطني توقفت عن العمل الصحفي، وبقيت كاتباً، ثم انتقلت لصحيفة “عكاظ” بدعوة من زميل “الجزيرة” سابقاً الصحفي بالفطرة محمد التونسي ككاتب يومي حتى استقال، ثم مع العزيز محمد الفال ككاتب لثلاث زوايا أسبوعية، استمرت مع رئاسة الجميل جميل الذيابي، ويشهد الله لم أجد في “عكاظ” إلا المهنية واحترام الكاتب، لكن لابد من عودة لـ (مرفع) رأس قلمي وحبي القديم الجديد “الرياض” برئاسة الزميل الراقي جداً هاني وفا، مردداً (غريب الدار ومناي التسلي.. أسلي خاطري عن حب خلي.. دعاني يا غريب الدار عود.. ترى مالك محل إلا محلي)، متمنياً أن أقدم من الرأي ما يسعدكم، ويعين وطني على تحقيق طموح عظيم بمثل السعودية العظمى.

نشر بجريدة الرياض يوم الأحد ١٥ ربيع الأول ١٤٤٢هـ الموافق ١ نوفمبر ٢٠٢٠م

Exit mobile version