مؤتمرات صحفية بلا كتاب رأي!!

لم يعد لائقا أن تذهب دعوات المؤتمرات الصحفية والمناسبات الإعلامية لمشاهير مواقع التواصل الاجتماعي لمجرد كثرة متابعيهم، ولا لغير المختص من المراسلين والإعلاميين ممن يمثلون مواقع تواصل اجتماعي غير متخصصة وربما سطحية، ذلك أننا في عصر مختلف متجدد ومتطور، ويحترم التأهيل والتخصص، ويقدر السؤال الوجيه والتغطية الشفافة، فما بال جهات حكومية ذات قيمة وأهمية تتجاهل كتاب الرأي وأهل الاختصاص في الاقتصاد والسياسة والصحة والمال والأعمال والعقار والشأن الاجتماعي، وتدعو لمؤتمراتها الصحفية ومناسباتها الإعلامية ثلة من مشاهير مواقع التواصل ممن يفتقدون للمعلومة والثقافة والإحاطة بموضوع النقاش، وربما يفتقد أغلبهم للهدف السليم، فهم طلاب مال وباعة شهرة ليس إلا؟!.

الأمر يعتمد على ماذا تريد الجهة صاحبة الشأن والمسؤول عنها؟ هل تريد سؤالا وجيها يمثل استفسارات السواد الأعظم وإجاباته تطمئنهم وتشبع فضولهم وتجيب تساؤلاتهم؟! أم تريد ترويجا لما قال ذلك المسؤول من طرف واحد، وما تصرح به تلك الجهة في اتجاه واحد لا يقبل النقاش الثري؟!، هل تريد حوارا بناء تخرج به الجهة بأفكار وانطباعات وتسمع عن معاناة قد تغيب أو تُغَيب عن المسؤول؟! أم أنها تريد أن تُسْمِع ولا تسمع.

مررنا في حياتنا العملية الحكومية وحياتنا الصحفية بنماذج تمثل الشطر الثاني من الأسئلة -وأعني وزراء ومديري العموم ومديرين تنفيذيين- لا تريد أن تسمع سؤالا وجيها لأنها لا تملك إجابة، ولا تريد أن تدخل في حوار بناء لأنها تخشى الحوار وتتحاشى المواجهة!!، وهذا النوع يريد جمع أقل الناس علما وتأهيلا وإلماما ليسمعهم ما يقول ولا يسمع منهم، ويريهم ما يرى ولا يهمه ما يرون، لكن الوقت تغير، ووطننا تحول إيجابا نحو سماع الرأي السديد واحترام الرأي والرأي الآخر، وبلغت الشفافية حدا زجاجيا صافيا (ومكافحة الفساد مثال ناصع)، لذا أستغرب أن تستمر بعض الجهات في تجاهل دعوة أهل الرأي والتخصص وتحديدا كتاب الرأي والنقد الهادف والمتخصصين في شأن المؤتمر الصحفي، ممن يثري الحوار بسؤال وجيه أو رأي سديد أو نقل معاناة ثم ينقل للناس نقلا موثوقا رزينا، وتكتفي بدعوة مشاهير التواصل الاجتماعي ممن لا يملكون علما ولا تأهيلا ولا هما إلا هم المال، وهؤلاء أسئلتهم مخجلة وسطحية ونقلهم سيكون خاطئا وقاصرا، هذا إذا نقلوا لأنهم لا يتفاعلون من دون ضمان الدفع، فهم مجرد معلن.

نشر في صحيفة الرياض يوم الأحد 18 شوال 1442هـ 30 مايو 2021م

اترك رد