منصة حكومية للإعلانات بدل المشاهير

حقاً لماذا لا نعكس الوضع فبدلاً من أن تستأجر بعض الجهات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لبعض مناسباتها وخطواتها ومشاريعها مستفيدة من عنصر وحيد قد يكون وهمياً وهو عدد المتابعين، يكون هناك منصة حكومية لها حسابات في جميع مواقع التواصل الاجتماعي وتستغل أعداد متابعيها التي ستصبح مليونية بمجرد بدايتها وتتولى في البداية الترويج للمعلومات المهمة والخطوات والمشاريع والأفكار ثم وبمجرد انتشارها وارتفاع أرقام متابعيها تقدم خدماتها للإعلان للقطاعات الخاصة والتجارية وكل أوجه الاستثمار التي تقتنع بمحتوى إعلانها وذلك بمقابل مادي يدفع من القطاع الخاص للمنصة.

هذا المقترح لا أدعيّه لنفسي، فمَن اقترحتْ عليَّ طرحه منذ مدة ابنتي حصة محمد الأحيدب وهي خريجة محاسبة وتهوى الاقتصاد والاستثمار وليس لها علاقة لا بالإعلام ولا مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يمكنني طرحه إلا باسمها لسببين: الأول أنني ضد نسب الأفكار لغير صاحبها، مهما كان السبب، وضد (سرقة) الأفكار والمبادرات من مدير أو غيره والتي عانيت منها وعانى منها كثير من زملائي أثناء عملنا وهي غير مبررة إطلاقاً أيا كان ناهب الفكرة سواء مدير أو رئيس قسم أو حتى أب.

فكرة حصة راقت لي كثيراً وأراها رائعة وقابلة للتطبيق ومفيدة لتحقيقها عدة مميزات منها الموثوقية التامة من قبل المتلقي، والتخلص من سطحية وركاكة أسلوب وغش مشاهير بعضهم قد لا يجيد الكتابة والقراءة، ووضع حد للمبالغة في أسعار الترويج والإعلان وإعطاء أشخاص أكبر من حجمهم وجعلهم يؤثرون في المجتمع الذي تتأثر غالبية أفراده بما يدعيه مشاهير الفلس الذين تزايدوا دون توفر مؤهلات ولا مهنية ولا رزانة في الطرح.

المنصة المقترحة ستُدار حكومياً وبالتالي فإن المعلومة المروج لها ستكون موثوقة، فإذا كانت غذاء أو دواء فستكون موثقة من هيئة الغذاء والدواء وإن كانت سلعة كهربائية أو ما شابهها فستقوم المنصة بالرجوع للمواصفات والمقاييس، أي باختصار سيختفي خداع و(توهيق) المستهلك في سلع أو متاجر أو خدمات وسفريات مغشوشة.

سيستفيد المستثمر الجديد أو الصغير من ترويج المنصة لمشروعه بسعر معقول وربما بسعر مشجع للمستثمر السعودي الجديد بدلاً من استغلال مشهور أو مشهورة من فئة (أنا زيارتي بمبلغ وقدره وأنا الصورة عندي بمئات الألوف)، هذا إضافة الى أنه سيصبح سمننا المضمون في دقيقنا الحكومي ويضيف دخلاً منطقياً مفيداً لكل الأطراف.

نشر في صحيفة الرياض يوم الجمعة 30 ذو الحجة 1443هـ 29 يوليو 2022م

اترك رد