النقلة التقنية واسعة الأفق والتأثير والمجالات والتحول في بعض السلوكيات الاجتماعية التي صاحبت زيادة فرص العمل ومواقعه وطبيعته، والتي جاء من ثمارها انخفاض نسب البطالة بشكل ملحوظ خاصة في العنصر النسائي، حيث عمت السعودة كثيرا من المجالات وأصبح الأجنبي هو النادر في مواقع البيع والشركات والخدمات.
هذه النقلة صاحبها -ولله الحمد-، إجراءات وأنظمة حماية صدرت بسرعة وبحزم وعزم لتحمي الموظفة من كل ما قد تتعرض له من إساءات أو تنمر أو تحرش وهي أنظمة رادعة جدا وجادة شيمتها الحزم والعزم، لكن بقي دور الأسرة والمجتمع والإعلام والمتخصصين في علم الاجتماع وأهل الذكر، في مساعدة الأفراد على التعاطي بوعي وحكمة مع هذه المتغيرات لحمايتهم وحمايتهن من أنفسهم، بعد أن تكفلت الأنظمة والتشريعات بحمايتهم من الآخرين، فالصدمة الحضارية أمر واقع يجب على كل أسرة وكل مجتمع الاحتياط له بتحضير الأفراد وتوجيههم للتعاطي مع الوضع الجديد وإلا فإن الشاب والشابة قد ينبهران بالواقع الجديد ويتعرضان أو يعرضان غيرهما للخطر.
المجتمعات الغربية عانت كثيرا من عدم الاستعداد لما يسمى بالصدمة الحضارية، ونتج عن ذلك الكثير من السلوكيات الخطرة التي يعاني منها الغرب مثل تفكك الأسر وانفصال الأبناء عن أسرهم، وتعرض الشباب والشابات للضياع أو ممارسة سلوكيات ضارة بسبب البعد عن التوجيه والوقوع ضحية لإغراءات الأشرار والمتربصين، أثناء التواجد في مقر عمل أو حتى مطعم أو مقهى.
نحن ولله الحمد، لدينا حصانة موروثة من تعاليم دينية وقيم اجتماعية كفيلة بحماية الإنسان من نفسه، لكن لا بد من التذكير بهذه القيم والتعاليم وتذكير كل من اضطرته ظروفه العملية الجديدة أو تواجده في مطعم أو مقهى للاحتكاك بأطراف أخرى أن عليه وعليها معرفة حقوقه وواجباته وكيف يحمي نفسه من الانزلاق الناتج عن الثقة المفرطة أو حسن النية بالآخرين.
نشر في صحيفة الرياض يوم الأربعاء 25 صفر 1444هـ 21 سبتمبر 2022م