أمريكا التي يقتدون بها

أقصد قلة انخدعوا بالغرب عامة و بالولايات المتحدة الأمريكية خاصة، نتيجة لسطحية تفكيرهم الذي انبهر بكل ما هو غربي بمجرد أن رأى تميزا طفيفا ضخمه إعلامهم وسلط عليه ضوء قوي ساطع فأصبح ذلك الضعيف بصرا وبصيرة لا يرى العيوب الظاهرة لأن الأضواء المخادعة أبهرته فأغمض عينيه عن حقيقة أن الغرب عامة و أمريكا خاصة من حيث حقوق الإنسان و العدالة والحريات واحترام المواطن والمقيم والسلوكيات العامة تعاني ازدواجية مقيتة و شطحات غبية وتناقضات كشفها الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي، بينما كانت تخفيها ترسانة الإعلام المنفرد بالمساحة وبتوجيه العقول القاصرة.

دعونا نبدأ بحقوق الإنسان وسنجد أن أمريكا أكثر دولة ارتكبت قتلا وتدميرا وتعذيبا، بدأ بقنبلة هيروشيما ومرورا بحروب فيتنام وأفغانستان والعراق وفضائع أبو غريب، فعن أي حقوق إنسان يتحدثون.

وإذا عرجنا على العدالة والمساوات فإن السود في أمريكا لازالوا يعانون من التفرقة العنصرية وإن كان سمح لهم بشرب الماء من نفس الصنبور الذي يشرب منه الأبيض إلا أنهم يقتلون بدم بارد من قبل الشرطة عند أدنى اشتباه وضحية الدعس على الرقبة جورج فلويد كان مثالا صارخا وسببا لتصدر شعار (لا استطيع التنفس) في مواقع التواصل الاجتماعي عالميا، لكنه ليس الوحيد، بل أن المعوق فاقد الساقين لم تشفع له إعاقته فقتل بتهمة الهرب وكيف لمبتور الساقين أن يهرب؟! إلا في تخيلات شرطي أمريكي مهووس بإطلاق النار يعاني من أمراض نفسية وضغوطات تنم عن مجتمع غير سوي وكفى.

وعندما نتحدث عن الحريات فإن ثمة تناقض عجيب ففي حين يمنع الغرب الحجاب والنقاب يطالب الدول الأخرى بتشجيع الشذوذ الجنسي وزواج الذكر بالذكر والأنثى بالأنثى في تحد صارخ لطبيعة البشر، ومحاولة اجبار مجتمعات سوية محافظة على مخالفة قيمها وتعاليم دينها، ليس هذا فحسب بل أن الغباء الصارخ تجلى في السماح للشخص بتحديد جنسه شفهيا حتى قبل اجراء عملية التحول، مما جعل ذكرا يدخل دورات مياه النساء ومواقع استحمامهن بحجة أنه حدد جنسه بأنه أنثى، (يعني تبي تتفرج على عورات النساء ما عليك إلا أن تدعي أنك امرأة ثم تستمتع وتخرج) أي غباء وانحطاط هذا؟! وأين حقوق نساء اعترضن على ذلك؟!.

وعندما نتحدث عن تقدير واحترام المواطن فقد أثبتت جائحة كورونا أن الدول الغربية وأمريكا تخلت عن شعوبها، وقد تطرقنا في مقال سابق إلى الفارق الكبير بين تعامل المملكة العربية السعودية مع مواطنيها والمقيمين فيها بل والمخالفين خلال الجائحة وكيف سخرت كل إمكاناتها لحجرهم في الخارج والصرف عليهم ونقلهم وحجرهم في الداخل وتطعيمهم دون مقابل بينما تخلت دول الغرب وأمريكا عن شعوبهم فلا نقل ولا حجر ولا تطعيم.

أما السلوكيات العامة فغريبة ومزدوجة إذ تقوم مجموعات بإلصاق أيديهم في الاسفلت وسد الطرقات اعتراضا على أكل الدجاج بينما يمنعون سيارة اسعاف من المرور لإنقاذ امرأة ويتركونها تموت (يموت الإنسان ليحيا الدجاج).

وبعد هذا كله يأتيك من يتغنى بالغرب وأمريكا، قل الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام طريق الحياة السوية والعدل والمساواة والفطرة السليمة والآخرة السعيدة.

اترك رد