فصيلة دم يا وزارة الصحة

أولا أرجو ألا يعتقد أحد أننا نتحدث هنا عن قصور في إمكانات تقنية أو أجهزة، فوطننا بلغ في مجال تسخير التقنية والتجهيز والإمكانات الفنية في جميع المجالات، ومنها الصحية، مبلغا عظيما تفوق على دول متقدمة كانت قد سبقتنا فتخطيناها بمراحل ولعل تعاطينا المتميز مع أزمة كورونا خير شاهد ودليل.

وفحص فصيلة الدم عمل مخبري سهل جدا وبدائي، كنا نجريه لبعضنا البعض ونحن طلاب المراحل الأولى في كلية الصيدلة، فهو لا يحتاج لأجهزة وكل ما يحتاجه هو ثلاث شرائح زجاجية عادية صغيرة وثلاث نقط دم من المفحوص فصيلته وثلاثة أنواع من الكواشف يوضع نوع منها على كل نقطة دم وبناء على حدوث ترسيب مع أحد الكواشف نحدد الفصيلة.

نحن هنا نتحدث عن ضعف في التنسيق الإداري قد يؤدي إلى إرهاق المراجع وتتحطم عليه جهود بذلت منذ عام 2017م للتسهيل على المريض وأقاربه عندما تم التطبيق الفعلي للخدمات الإلكترونية بالتطبيق العملي الحقيقي لخدمات الرقم 937، حيث بلغ ذروته أثناء أزمة كورونا مع بداية منع التجول في أبريل 2020م من حيث عدد الاتصالات وإنجاز الخدمات عن بعد، ثم القفزة النوعية بتسخير تقنيات الأتمتة المتقدمة جدا وعلى رأسها تطبيقات (توكلنا) و(صحتي).

ولعلي ألخص تنبيهي بالقول إن أحد متطلبات إصدار البطاقة الجامعية في الجامعات هو إصدار شهادة بنوع فصيلة الدم، وهذا أمر رائع ومهم، وقد طلبت جامعة نورة هذه الوثيقة من ابنتي فبادرت بالاتصال بالرقم 937 للسؤال عن كيفية الحصول على شهادة بفصيلة الدم فتم إبلاغها بالحصول عليها من أقرب مركز صحي بعد حجز موعد للفحص، وتم حجز موعد بعد أسبوع في مركز صحي حي النزهة بالرياض وعندما توجهنا للمركز في الموعد المحدد أفادوني بأنه لا يوجد مختبر في المركز!، ولذا فليس لديهم فحص فصيلة الدم!، وهنا سؤال يطرح نفسه: لماذا يتم تحويل المراجع لمركز لا يجري الفحص؟ ففي ذلك القصور الإداري إرهاق للمراجع وأحد أسباب ازدحام الطرق وتضييع لوقت المركز الصحي، وبالسؤال عن سبب الإحالة من 937 لهذا المركز طالما لا يتوفر فيه الفحص أفادونا بأن الرقم إدارة مختلفة وتحيل دون علم بما يتوفر لدى المراكز.

طلبت إحالتنا لمركز آخر لديه الفحص فأفادوا بأن مركز صحي الازدهار هو الأقرب ولديه مختبر لكنه لا يجري فحص فصيلة الدم، فطلبت إحالتنا إليه عله يحيلنا إلى مستشفى حكومي يجري فحص الفصيلة، خصوصا وأن الأمر (قد) يتطلب ربط النتيجة إلكترونيا بنظام أبشر وإلا لكنت أجريت الفحص في أي مستوصف أهلي، لكن أكثر من مستوصف تجاري أفاد بعدم القدرة على الربط بالنظام الآلي.

ومن الإفادات غير الدقيقة التي أفادنا بها مركز صحي النزهة أن جميع شهادات الميلاد لمواليد عام 2005م وما بعده توجد بها فصيلة الدم ولا حاجة للفحص، وهذا غير صحيح فلا يوجد ذكر لفصيلة الدم في شهادة الميلاد رغم أنها بعد 2005م.

وعند طلب التحويل إلى مركز صحي الازدهار بدأ مركز النزهة في إجراءات التعامل مع المراجعة كمريض بتسجيل المعلومات من جديد وفحص الوظائف الحيوية لدى طاقم التمريض ثم الإحالة إلى طبيبة المركز التي طلبت بدورها تعبئة بيانات نموذج رقم واحد المفصلة ثم الإحالة لطلب موعد سيصل برسالة جوال خلال أيام واستغرقت هذه الإجراءات وقتا وجهدا على المركز والمراجع والطرق والإشارات والتقاطعات (اللي ما هي ناقصة زحمة في الرياض) كان يمكن تلافيها لو أحسن المنسق الإداري التعامل وتم تحويل المراجع إلى حيث يستطيع الحصول على الشهادة المطلوبة منذ البداية.

ثم إن فصيلة الدم متطلب مهم ومفصلي منقذ للحياة يحتاجه المرور في رخص القيادة وسيارة الإسعاف وغرف الطوارئ في حالات الطوارئ وفرق استقبال التبرع بالدم والكليات لغرض التسجيل وربما جهات أخرى فلماذا لا يسهل الحصول عليه رغم سهولة عمله؟!

نشر في صحيفة الرياض يوم  الأربعاء 29 محرم 1445هـ 16 أغسطس 2023م

اترك رد