قد تلاحظون معي أن فحش القول بالسب والشتم واللعن قد بلغ حدا ومستوى طاغيا سائدا متكررا في حديث كثير من الأمريكيين و بعض الأوربيين، حتى أنه أصبح ضمن قاموس اللهجة المعتاد الدارج لديهم، خاصة اقذر هذه الالفاظ وهي الكلمة التي تبدأ بحرف الفاء (F ) وتنتهي بحرف الكاف (K) وطبيعي أن اترفع عن ذكرها، أعزكم الله، وقد اصبحت لديهم دارجة معتادة ويعتبرونها عادية، حتى انهم يرددونها قبل كل اسم او صفة او وصف أو اداة، وليس شرطا أن تسبق عبارة غضب أو احتقان بل درجت عليها السنتهم فأصبحت تسبق كل كلمة ينطقونها حتى في الأحوال الطبيعية، فلو تحدث عن سيارته قال: (my F…car) ولو أراد قهوة قال (give me the F…. coffee) حتى أنها قد ترد في الخطب والكلمات الرسمية والحوارات الإعلامية وعلى لسان رؤساء وكبار مسؤولين لديهم وأصبح ورودها عادة.
في ظني وحسب متابعتي لهذا السلوك اللفظي باهتمام، فإن البداية كانت من افلام هوليود حيث بدأت عبارات الشتم تخرج من افواه الممثلين في نهاية الثمانينات الميلادية ثم ما لبثوا يرددونها حتى اصبحت هي الأساس.
الكلمة الثانية لا تقل قذارة او تزيد هي تلك التي تبدأ بحرف الاس والاتش (SH) ويستخدمونها كثيرا في حال الغضب او الانبهار والمفاجئة، وهي بالمناسبة تشبه في نطقها كلمة ( صفحة ) مع تغيير طفيف في طريقة النطق بالمد في الأخيرة والتسكين في الكلمة القذرة، لذا فإن بعض المعلقين على مباريات كرة القدم العرب ولدينا تحديدا وبعض مذيعي البرامج الرياضية عندنا خاصة ضعفاء التعليم وناقصي التأهيل عندما يريدون القول بأن هذا الحارس خرج بشباك نظيفة او صفحة نظيفة ينطقونها بطريقة جد خاطئة باللغة الانجليزية الركيكة فيقعون في المحظور !!. لذا فقد كان عليهم أن ينطقونها بلغتنا العربية الجميلة الغنية بالمفردات فبدل أن يقول باللغة الانجليزية ( كلين … ) يقول : هذا الحارس خرج من المباراة بصفحة بيضاء أو بصفحة نظيفة أو بشباك خالية من الأهداف فلغتنا العربية ثرية غنية بالخيارات.
الأهم في هذا التنويه والتنبيه هو أن نحذر من أن نتهاون في أمر ترديد ابناءنا وبناتنا لبعض عبارات السب والشتم واللعن ، و أن نقف جميعا ضد هذا السلوك المشين حتى لا يصيبنا ما اصابهم من حالة استمراء اللعن والسباب وفحش القول، خصوصا و أن الملاحظ ورود بعض عبارات اللعن والطرد من رحمة الله خاصة اثناء متابعة المباريات مما يهدد بشيوع تكرارها، كما أن بعض مشاهير و مشهورات الفلس بدأوا في ايراد مثل هذه العبارات في لغوهم و كلامهم في حساباتهم سواء في (سناب) او ( X ) (تويتر سابقا) أو (تيك توك) وغيرها من وسائل التواصل التي ينتشر فيها سوء القول و سيئ العمل انتشار النار في الهشيم.
غني عن القول أن من الضروري أن تبادر القنوات الفضائية ودور عرض الأفلام لدينا بإخفاء تلك الألفاظ النابية عند ورودها في المشهد احتراما للمشاهد و منعا لانتشارها بين النشء وشيوعها كما شاعت لديهم.
إن ديننا و قيمنا كمسلمين أنقى و أرفع و أرقى و أطهر وأحسن قولا وأقيم قيلا فلا تقبل ما يخدش الحياء ويسب ويلعن، ويكفينا هدي نبينا صلى الله عليه وسلم الذي قال (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء ).