خبـر عاجـل

في الأسبوع الماضي كتبت موضوعاً بعنوان «رقابة الجباية» أشرت فيه إلى أن رقابة بعض الجهات لدينا أصبحت تغمض العين عن ما يختص بقصور الجهة في وقت تركزفيه عين المراقب على المخالفات التي تستدعي تطبيق غرامة مالية على المخالف، واستشهدت بعدة أمثلة منها أنني في حي التعاون بالرياض رصدت انكسار غطاء غرفة تفتيش أو حجرة مجموعة خدمات عميقة جداً وواسعة ولاتزال مكشوفة وتشكل خطراً على المارة والأطفال رغم أن انكشافها حدث في شهر شعبان الماضي ورغم أن السكان وضعوا علامات تنبه لوجودها ولا تمنع السقوط فيها، إلا أن مراقب البلدية لم يفعل أي شيء حيالها مع أنه مرّ وسجل عدة مخالفات بناء وتسرب مياه وخلافها مما يؤكد انه بات يعتقد أن دوره يقتصر على جباية الغرامات وليس التبليغ عن كل العيوب بما في ذلك تقصير البلدية أو مؤسسات الخدمة!!.
في نفس الحي أيضاً يوجد مريضان نفسيان قريبان من الحفرة، أحدهما من سكان الحي ويصدر منه تصرفات غريبة أحياناً والآخر ممن لامأوى لهم ويجوب الحي يفتش في حاويات القمامة والأخير مسؤولية معاناته تقع على عاتق وزارة الشؤون الاجتماعية التي لم تفعل شيئاً يذكر لرعاية من يهيمون في الشوارع رغم جهود جريدة (الرياض) في نشر التحقيقات الصحفية عن كثير منهم ولعل أبرزها وأكثرها تولاه الزميل مناحي الشيباني بمهنية عالية.

قلت إن الحفرة وضع لها السكان علامة تنبيه وهي بالمناسبة حاوية قمامة بلاستيكية.

الآن دعونا نربط بين الحفرة والحاوية والمريض النفسي، خاصة وأنني ذكرت أن أحد المرضى النفسيين «وهو الهائم دون مأوى» يفتش في حاويات النفايات بشكل دائم خاصة في الليل!!، فمن الممكن جداً بل قوي الاحتمال أن يقع ذلك المريض المسن في تلك الحفرة ولن يكتشف أمره إلا بعد أن تتحلل جثته وتفوح رائحتها لأن أحداً لن يسأل عن هائم ضائع.

الذي سيحدث عند اكتشافه أن الدفاع المدني سيعاني أفراده لإخراج الجثة من تلك الحفرة النتنة، وأن البلدية ستحضر بكامل طاقمها ومسؤوليها ، والسلطات الأمنية سوف تنزعج كثيراً وتحضر للموقع بكثافة، ووزارة الصحة سوف تستدعي طاقم الطب الشرعي وتجند مختبراتها للبحث عن أسباب الوفاة وهل هو عمل جنائي أم حادث سقوط وحسب وسيكون من الصعب التعرف على هوية الضحية كون وزارة الشؤون الاجتماعية ليس لديها سجل بالهائمين وهو لا أقارب له وجثته متحللة.

قناة «الجزيرة» بحكم أن العدائية لديها تسبق المهنية وتتفوق عليها «ستنقل الخبر على أنه عمل إرهابي وأن الجثة قد تكون لأحد الرعايا الغربيين وسوف تستخدم أبواقها الخارجية والداخلية للتعليق على «الخبر العاجل».

كل تلك الجهود وذلك الإزعاج وهذا «الهيلمان» الإعلامي سيحدث لأن مراقب البلدية لم يقم بدوره ولأن البلدية لم تتجاوب مع تبليغات السكان ولأن وزارة الشؤون الاجتماعية لم تفعل ما يجب تجاه هائم مجهول.

ليتنا ندرك كم يسبب إهمالنا لعملنا من إزعاج لوطن أعطانا الكثير بكرم وجزالة ولم نرد جميله ولو بتحليل الراتب.

اترك رد