مهنــة مـن لا مهنـة لـه!

امتداداً لما كتبته في هذه الزاوية أول أمس السبت حول عجزنا عن إدارة مناسبة متكررة سنوياً معروفة المعطيات والأرقام والاحصاءات الا وهي ذبح الأضاحي، اسمحوا لي أن أتطرق إلى ظاهرة أخرى خطيرة تصاحب هذه المناسبة كل عام ولم نفكر في انهائها ولا أقول لم نستطع لأننا لم نحاول!! ولو حاولنا ما عجزنا لأن الحل سهل.
في عيد الأضحى وبعد أداء صلاة العيد مباشرة يتحول كل سباك ونجار وخباز وعامل مطعم وحلاق وغيرهم من المقيمين يتحولون إلى جزارين يجوبون الشوارع يحمل كل منهم العلامة التجارية المميزة، ساطوراً وسكيناً وحزاماً به مبرد يحيط بسترة ملطخة بالدماء!!

لم نفكر مطلقاً في منع هذه الظاهرة لأننا ببساطة لم نعر خطورتها الاهتمام المطلوب ونحن بطبيعتنا التي لم نغيرها لا نتفاعل إلا بعد حدوث مصيبة أو كارثة مجلجلة!!

الجهات الأخرى لدينا ذات العلاقة بسلبيات هذه الظاهرة لا تتعاون مع الجهات المعنية لاطلاعها على مكمن الخطورة والخسائر التي نتكبدها كمجتمع من إهمالنا.

حتى لا يقول قائل إنني قاطع أرزاق في مناسبة مباركة دعوني اطلعكم على ما تعج به غرف الطوارئ طيلة أيام عيد الاضحى المبارك، كنتيجة لتحول الحلاق والسباك وعامل المطعم إلى جزار!!

الجانب المظلم لهذ الظاهرة أنهم يذبحون في المنازل أو الأحواش أو الاستراحات بعيداً عن الرقابة الطبية المفترضة مما قد يتسبب في أمراض خطيرة تسبب خسائر بشرية واقتصادية لا يمكن حصرها إذا أدركنا خطورة الأمراض المعدية والمشتركة بين حيوان مصاب وإنسان غير واع.

لن أتحدث عن التكلفة العالية الجشعة التي يتقاضاها ذلك الممتهن لغير مهنته ( 100ريال للرأس) لأننا لا نقر الممارسة نفسها وبالتالي فإن مناقشة سعرها غير واردة لكنها هي أحد أهم أسباب تشجيع الظاهرة.

الغريب أن هؤلاء الذين يجوبون الشوارع الرئيسة بل يقفون عند الاشارات وعلى الأرصفة لا نجد جهة تستنكر عملهم رغم خطورته بينما نفاخر بأعداد المقبوض عليهم من المتسولين وفي ظني وبناء على ما ذكر فإن أولئك أخطر كثيرا من عصابات التسول.

بقي أن نذكر أنه عندما يحدث شجار بين هؤلاء تنافساً على زبون أو خلافاً مع الزبون نفسه فإن السلاح الأبيض موجود، لا بل ومسنون والجماعة متعودون على الدم، يعني فيه واحد بينذبح يا الخروف يا الزبون!! يا المنافس.

أضف تعليق